القائمة الرئيسية

الصفحات

ويبقى للفجر أنفاسه النفيسة - ماجدة رجب

ويبقى للفجر أنفاسه النفيسة...
الفجر ينسلّ من الظلام في وداعة ليشعّ النور في حدائق الفؤاد مثل الحلم الجامح،
الفجر لا يأخذ معه من الليل سوادا ولا غموضا ولا وحشة ولا خيبة غُربة...
بل يسحب ظلاّ ناعما طريا، خفيفا يرخيه على أعناقنا بتودد وحنوّ أنيقين ،،،

أو،،، قد يأتينا بحلم كان غميسا في هشاشته بأرواحنا ،،فيينع ويزهر ويستفيق وكأنه ينفلق من صلب الحجر،،، من دون موعد فيعيد الذاكرة إليه...

كنت أرى الفجر يتنقل في عينيه ليتسوي فارها في عينيّ،نهر من عشق أبدي،، ووفاء لعطر مسكوب على جمر الوجد ليطفئ حرائقه دون ترك خطيئة يتحجج بها أمام الماء،و كنت أرى الإبتسامات تتسع دافئة لا تخلو من حزن فتتسع معها نبضات القلب..

كنت أرى أنغام الحب المقدّسة في رعشة الكلام أقرؤها في مواويل العتاب الموغلة في الرغبة وفي ضجيج كفّيه فأربّت على أنفاسه فيستطيب الكلام...

كنت أرى الكأس بين يديه،ترتجف،تحنّ إلى الإمتلاء بشغق،فأغرق فيها في شبه غيبوبة،أشمّ لمسات جنونه ،أطرد التمرّد من على حافتها ليعود لطعم الشاي معنى ويعود له رشده..

كنت أرى الحكمة في صمته البليغ، حين يخفي أعطاب حلمه بين الظل والضوء، ليرسمني قدرا ،، على صفحات يكتبها بثقة ودون تردد...

كان هو الفجر بكل معانيه حين يطلّ في يوم صحو، وكنت أنا الظل المتبقي من أطراف المساء أخفيه بين منعطفات النرجس لأرقّع به الليل حين يتمدد فيه ضوء بلا موعد اوحين تتسع الفجوات وتتكاثر الأعطاب بالطريق..

وكان السؤال ،،يترنّح بيننا،،، يفكّ أزرار
الجواب ،،،بأسئلة لا يجيب عنها سوى عصافير رعيناها معا في دمنا المتوحّد في قطرات الندى السابحة في شريان فجر لا يعرفه الا نِداؤنا...


-----

ماجدة رجب
Reactions

تعليقات