القائمة الرئيسية

الصفحات



على طاولة الغدراِنتهت المباراة ،فلم يبق من الأحمر سوى شفاه ذابت في السراب. و لم يبق من الأسود سوى قلب تاه في أقبية الظلمات . و لم يبق من الأبيض سوى شعر ابيض من عتمة الطعنات.
انتهت المباراة فلا داعي للصراخ في متاهات شعوري. استنفذنا لعبة الدروس في حرم الحياة . لطمتم قلبي و كنستموه في زقاق الخراب.كفانا لعبا بالأوراق. كفانا اجترارا للخيبات. خذوا معكم كل ما ربحت و دعوه في صندوق السبات. أنشبوا أظفار أسنتكم في دهاليز التلاشي.
أما انا فقد خيرت الغياب ،لا حساب و لا عتاب. انشقت السماء لتبلع ما فات.بكاؤنا ، آهاتنا،كانت مسرحية صامتة مثلت على ركح مملّ .و صفق لنا التاريخ و كل اللغات. عصفت برباطنا الرياح الصفراء و ألقت بنا قربانا إلى النار المقدسة .
سأبحث في شعر القمر عن خصلة تطهر أحزاني
و ترحمني من غلالة العذاب. سأفجّر ألوان قوس قزح فوق الروابي و الجبال الشاهقات.
عودوا إلى جحوركم إن شئتم مسرورين لأني سأغني خداعكم ككروان شاد و سأصنع لجحودكم قلادة بلغة الضاد. سأنسج لنكرانكم خيوط حكاية كعنكبوت في سقف ذاكرتي المتشابكة. جنون رياحي و إن فتر لن يهدأ، و زيد أمواجي إن تقهقر فلن يموت ،
و خيوط أمطاري ان قصرت فلن تتهرأ.. و أريج عطري إن تضوّع في الأفق فلن يتبدّد.
سأهديكم قبلة من نار و وردة قطفتها من وادي سقر.
ستتلظى نواياكم في لهيب السّعير . و لن أكون ظالمة،
فكم في الجحيم من مظاليم.
------
حنان الرقيق الشريف / تونس 23/10/2019
Reactions

تعليقات