القائمة الرئيسية

الصفحات

سراديب الخيانة..
لم يكن هينا عليها ان تضطلع بدور الأب والأم في ان واحد، لكنها كانت مضطرة أن تفعل حتى تنقذ أولادها من الشتات والضياع، حين ولجت عالمهم اكتشفت ان قسوة والدتها عليها في سن المراهقة قد جنبتها الوقوع في المشاكل، والانحراف عن مسار الأعراف والقيم التي حرست والدتها عليها على الاقل إلى حين زواجها هي وأخواتها...
أصبحت مضطرة ان تسهر مع ابنتها في حفلات خاصة تقيم اغلبها في بيتها حتى تكون الابنة تحت رقابتها ،كانت مضطرة أن تدعو رفيقة ابنها للغداء، وتجاملها حتى تعرف كيف يفكر وماذا يستلهك في الجلسات والنزهات العديدة، كانت مضطرة إلى السهر، إلى تصنع الرضا، إلى المجاملات.. لكنها تعبت وركضت إلى طبيبها تشكوه تعبها ونقمتها على زوج رمى المنديل وانهزم من اول مواجهة، أو هو افتعل الغضب ليسافر ويريح نفسه من عبء أبناء في سن حرجة...
استمع إليها، لكنه هذه المرة أبدى اشفاقه على حالها، ذكرها انها عادت لتنسى ذاتها، عادت لتصبح غريبة، ها هي الآن إمرأة بوجوه عديدة، هي الزوجة المتروكة، هي الأم المرهقة من سلوكات أبناء تلاعبت بهم الحياة في غياب الرادع الأخلاقي،هي الابنة الناقمة على طفولة مضطربة............
سألت الطبيب ان ينصحها كاب لا كطبيب كيف تقف في وجه الحياة، كيف تجابه التيار....
اجابها بعد تفكير انه يريد لقاء الأبناء وعليها ان تدبر امر هذا اللقاء حتى يبدو عاديا، اي وكأنه صدفة.....
للقصة بقية



------
لطيفة البابوري / تونس
Reactions

تعليقات