القائمة الرئيسية

الصفحات

"حرز الطيار والعصفور الصغير" قصة للكاتبة (تركية لوصيف) قراءة نقدية - الأستاذ الناقد خالد سامى


 يوجد النقد عندما يوجد الابداع..


(حرز الطيار والعصفور الصغير)
قصة للكاتبة/ تركية لوصيف
قراءة نقدية يكتبها الأستاذ الناقد خالد سامى

_طالعتنا بالامس الكاتبة.تركية لوصيف بقصة جديدة من ابداعاتها عنونتها باسم.حرز الطيار والعصفور الصغير. ومن العنوان وقبل قراءة القصة والمتن تتجه توقعاتنا وخيالنا علي الفور لاستقبال حكاية تنتمي لحكايات أدب الطفل..وهي تجربة أعتقد انها الاولي من نوعها في تجارب الكاتبة.فلم يسبق لي أن قراءت لها قصص للاطفال.
لذلك فقد كنت شغوفا ومتشوقا للقراءة.لا لكى اتعرف علي اسلوب الكاتبة_فاسلوبها معلوم لدي ويروق لي_ وانما للوقوف علي الموضوع الذي اختارت ان تطرحة للاطفال وطريقة تناولها له..........

_والحقيقة الكاتبة اختارت موضوع
(الامل..الطموح..الرحمةبين المخلوقات) فقد دارت قصتها حول.طفل اسمتة(حرز)ووصفتة بالرحيم وكان للوصف سبب ومبرر درامي أظهرتة الكاتبة في متن القصة.يكمن في رعاية حرز واهتمامة بطائر ضعيف. جريح.والدفاع عنة ورعايتة حتي تماثل للشفاء وصار قادرا علي الطيران من جديد..................
_ولتأكيد المعني.كان التضاد بين شخصية حرز الرحيم.وزميله الجشع السمين..فيما حرز تحركت مشاعرة الانسانية نحو العصفور الجريح برعايتة وحمايتة..في حين كان زميله علي العكس يفكر في ذبح الطائر وشيه والتهامه في لقمة..مااضطر حرز للدخول في مشاجرة وصراع مع السمين للدفاع عن حياة عصفوره الضعيف.
.وربطت الكاتبة بين اهتمام بطلها بالطيور عموما وبين رغبتة وهوايتة وهدفه وأمله فى أن يصبح طيارا يحلق بطائرتة في عنان السماء....

_والقصة بسيطة وصالحة تماما للطفل.فهي تطرح فكرة الرحمة بالضعفاء وعدم استعراض القوة عليهم وتدعو الي تهذيب السلوك وتقويمه وحسن معاملة الكائنات الاخري من طيور وحيوانات ضعيفة
..كما تعرضت الكاتبة لمفهوم الأمل..أن يكون الانسان لديه امل وغاية وهدف وان يسعي لتحقيق تلك الغاية وذلك الهدف بالعمل
..فحرز كان لديه امل في شفاء العصفور المكسور وعمل علي تحقيقة بالرعاية له والسهر عليه حتي شفي وحلق في السماء وسط أسرابة بفرح وسعادة.....................
_كما قدمت الكاتبة وطرحت القدوة تجسيدا في المعلم وقد اختارت له وصف(الرشيق)تعبيرا عن الحركة واليقظة وسرعة البديهة وقدرتة علي القيادة وحسن ادارة وتوجيه تلاميذه داخل الصف.

_اتبعت الكاتبة الاسلوب التقليدي المثالي في سرد الحكاية
(بداية...وسط...نهاية)كما تطابق المبني الحكائي لها مع المتن الحكائي.حيث جاءت الاحداث مرتبة ترتيبا منطقيا وسببيا كما هو في الواقع..وفقا لتفسير الناقد البنيوي الفرنسي(جيرار جينيت)في شرحه وتفسيره لبناء القصة................
_ استطاعت الكاتبة بحرفية ومهارة تجنب الرتابة والملل بتنوع الإيقاع الزمني بالوصف والقطع والاستراحة والمشهد.....

_فقد بدأت قصتها بالسرد الحركي بأفعال(يستدير-يكتب علي السبورة- ثم يشق كالسهم السريع الصفوف..)
_ثم الوصف لحالة التلميذين المذنبين(احمرت وجنتاهما خجلا..وطلبا الصفح)
_ وجاءت بالمشهد.وهو حوار بسيط بين المعلم والتلميذ محرز..تلاه مشهد آخر بين محرز وزميله السمين حول مصير العصفور الصغير.......ثم عادت للسرد الحركي(حرز يضع الضعيف جانبا..يواجه القوي..الضعيف يئن..القوي يقترب..ويستجمع شتاتة..يعود الرحيم للضعيف )صور جمالية مذهلة...
_ استطاعت الكاتبة ان تسرد وصفا بديعا بالحركة انهتة بالمشهد(الحق بى ياسمين)تعبيرا عن الانتصار..
فلا رتابة ولا ملل..

_امتازت القصة بوجود الحبكة والصراع وتوافر عنصر التشويق والإثارة..وانهت الحكاية بالقدوة الطيبة بالرسالة التي أرادت ان تصل بها الي المتلقي بسهولة ويسر يتفقا تماما مع مايجب ان يتناسب ويصلح ان يقدم للطفل.............

كل التوفيق للكاتبة
تحياتي
الناقد خالد سامي من دولة مصر
متابعة : ايمان المليتي
Reactions

تعليقات