القائمة الرئيسية

الصفحات


 أسْلاَڨ

بقلم نصر العماري
كان هنشير رمّانة المترامي الأطراف المتاخم للمدينة ، لا تكاد أرجل الخمّاسة تجوبه لا في موسم الحرث ولا في موسم البذر إلا بشق الأنفس . وما كانت مناجل الهطاية تأتي على سنابله الشّيلي العالية لولا لقمة العيش . ومن رحمه الله بهم أن كان نصف الأرض بورا بعد أن كانت "قصب" لسنين عديدة ورغم ذلك
" فالصّابة على الصّابة" وطباع الأشهب هي هي لم تتغير ...
وكنتَ ترى الأشهب، يضع قدمه اليُمنى في الرّكاب الموشّى بأسلاك الفضّة ويُمسك بقربوس السّرج المطرز بخيوط الحرير الذّهبي ويُلقي بجسمه الرّشيق ليمتطي جواده الأبقع وبندقيته
" السنتيتيان" بكلابتيها النافرتين والمذخرة بعيار الستّة عشر في يده اليسرى، وحول خصره حزام الخراطيش و"عبيد الهيدوق " يمسك في حزم بلجام الفرس و السّيور الجلدية التي في رقاب كلاب الصيد وهي متحفزة تنتظر أوامر سيّدها
....
كان المنوبي يسترجع المشهد قبل أ ن ينقله أولاد الجيران الى المستشفى ...
كانت الباﭬا بحجمها المميز ولونها الأبيض و الأسود. وبحديدها الواقي من الحجارة ، لبلّور الأبواب والبلّور الامامي والخلفي
رابضة في مفترق الطرق ومحركها يزمجر بين الحين والحين ينفث دخانها يخنق الانفاس . ومن ورائها محطة البنزن الخالية من الزبائن ومن أماما فرقة من قوات الأمن بلباسهم العسكري الأزرق الدّاكن و خوذاتهم السوداء وفي شمائلهم دروعهم البلاستيكية الشفافة . وفي أيديهم الاخرى عصيّهم المصنوعة من المطاط المحشو بالرصاص. وهم يراوحون في أماكنهم في نظام منظم ويهتنفون "هه ... هه ... " مكررين الصّوت المدوّ في قوة و ايقاع وانضباط ...
ومن أمامهم مجموعة من الأعوان يحملون بنادق اطلاق الغاز المسييل للدّموع وهم متحفزون
ينتظرون الأوامر...
وكان الآمر يقطع الطريق عرضا جيئة وذهابا من الرّصيف الأيمن الى الرّصيف الأيسر ويده وأذنه وفمه مع جهازه اللاسلكي وهو يجيب " واضح واضح من كولونال .... إى نعم.... واضح ... إي نعم ...بين 150و 200 متر ... موجود ... عجلات مشتعلة .... يتزايدون ... بدأ التصفير ... التعزيز ضروري ...إي نعم ... يتبع 
Reactions

تعليقات