القائمة الرئيسية

الصفحات

المسرحي و التشكيلي عماد نافع "الإحتراف وتعدد المواهب وقوده الشغف والإبداع" - دنيا علي الحسني


المسرحي و التشكيلي عماد نافع

الإحتراف وتعدد المواهب وقوده الشغف والإبداع .

حاورته / د. دنيا علي الحسني

فنان موهوب ينفلت كالضوء عبر آفاق الإبداع فما تكاد تسمع عن حلوله كالصدى يذكي أغرودة الأجيال، يزكي بعبق الفن التشكيلي والمسرحي رسالة إنسانية وتربوية سامية، تثمن القيمة العليا للإنسان فنجده في هذه البقعة أو تلك يضفي لمساته النقدية على هذا المشهد أو ذاك، لقد كان سخي بوقته حيث عمل في الصحافة والإعلام وغطى جانباً من الأنشطة الثقافية المختلفة وأستطاع أن يحقق النجاح بكتابة العديد ، من المسرحيات وأبدع بالإخراج المسرحي والفن التشكيلي ومع زحمة إنشغالاته بمداومة نشاطاته في الصحافة والإعلام والمتابعة اليقظة لسيرورة الحركة المسرحية والحضور المكثف لفعاليات المهرجانات والملتقيات المسرحية والمعارض التشكيلية إنتشلنا المستشكيل (عماد) طمعاً في إنتزاع الومضات من وهج الفكر والإبداع سواء منها التي اتخذت لها مرفأ في أرخبيل الذاكرة أم تلك التي تصدح برؤى الفن حاضراً ومستقبلاً .
" مجلة بويب الثقافية " كان لها حوار مع الفنان المسرحي التشكيلي(عماد نافع ) ووجهت له ثمة أسئلة ليمدنا بهذه السطور التي تؤرخ عمر اللقاء الذي ينبثق منه المتعة والرؤية، بما قاله وبسطه بالإجابة عن تكوينه ورؤيته وعلاقته بالفن المسرحي والتشكيلي والمشهد الثقافي .

* عرفنا عن بدايات إحترافك للكتابة والإخراج المسرحي والريادة في أسلوب أو مدرسة" المستشكيل.؟

- كتاباتي للشعر سبقت كتاباتي للمسرح، فكان الشعر هو الاساس، اذ بدأ في مرحلة عمرية مبكرة جداً حتى نضجت عندي أدوات الكتابة للمسرح، في مطلع التسعينيات والتشكيل سبق المسرح عندي حتى نضجت أسلوبية " المستشكيل" عام 1997، لكن التجربة الحقيقية " الفضاء السابع" جاءت بين "1999-2000" وكانت على هامش المسرح العالمي في بغداد، عرضت في دار أفق للفنون وكانت أهم تجربة بحياتي .

* ما الذي يغريك في تجربة الإخراج وما طبيعة الإخراج الذي يشد اهتمامك.؟

- الإخراج يمنحني حرية التخلص من إطار اللوحة التقليدية والتحليق عاليا في فضاءات الجمال، بالنسبة لي الإخراج يمثل لوحة تشكيلية متحركة، وألوانها من الطبيعة وهذا أشد ما يغريني .

* هل لنا أن نعرف كيف يحدد عماد نافع تقنية الإخراج. ؟

- تعتمد الرؤيا الإخراجية عامة على طبيعة النص والرسالة التي يحملها وعلى أشياء كثيرة في النص أما طبيعة تقنياتي في الإخراج فتعتمد كثيراً على مخيلتي التشكيلية في رسم الأحداث، وإختيار السينوغرافيا وقطع الديكور وغيرها وإعتماد الصورة بديلاً عن الحوار في أكثر الأحيان، وفي أعمالي التي تعتمد على لغة الجسد يحضر التشكيل بنسبة تتجاوز 90% .

* كيف تنظر إلى واقع المسرح العراقي اليوم وبرأيك ماهي السبل أو الخطوات التي تؤدي إلى تطوير المسرح العراقي .؟

- الحقيقة الشلل أصاب جميع مرافق الحياة ومنها المسرح والمسرح العراقي في طليعة المسارح العربية هذا شيء بديهي حتى مع أسوء ظروف البلد الأمنية والسياسية والأقتصادية ، لكنه تراجع بشكل خطير في الآونة الأخيرة وباتت الأعمال محصورة على أسماء لا تتعدى أصابع الكف الواحدة، وغيب دور الشباب بقصدية، لذا بات من الضروري فسح المجال لتجارب الشباب الجريئة، وضخ دماء جديدة للمسرح العراقي حتى تأخذ دورها في المهرجانات العربية والدولية .

* أتوجد في مسرحياتك قضايا إجتماعية أم سياسية تحرص على معالجتها وماهي المسرحية المفضلة لديك من أعمالك .؟

- الفن بدون رسالة سامية ، إنسانية كانت أم تربوية لا يعد فناً وأعمالي المسرحية والتشكيلية على حد سواء كانت ثيمتها الإنسان ، وقيمته العليا التي كرمها الله له، فكان معرضي الأول يحمل عنوان (انتبهوا.. إنه الإنسان) الإنسان الذي تم تدميره بمختلف أساليب القتل، وسلب الحقوق وهدر الكرامة وحتى الشرف، لأن العالم يتعامل بازدواجية مقيته مع الناس بالإضافة الى طرح مفهوم وفلسفة الطف بعيداً عن البكائية بل أعتمد على إظهار الجانب الإنساني اللافت والكبرياء والشموخ الباذخ لدى رموز الطف وفي المقدمة منهم أبو الأحرار الإمام الحسين "ع" الذي شرع دستوراً إنسانياً وسلوكاً حضارياً بوصفه قرآن ناطق أما المسرحية القريبة من قلبي فهي "بقعة النور" .

* عندما تكتب نصاً مسرحياً هل تتبع منهجاً معيناً في الكتابة و أي التيارات الإبداعية المعروفة تميل لها كالواقعية أو الرمزية أو السريالية أو التجريدية وما إلى ذلك .؟

- نعم كما ذكرت سالفاً، كتابة النص الحداثي، يحتاج إلى هوية وانتماء، والحداثة لا تعني أبداً إغلاق الفكرة لأنك بذلك تحدث فجوة كبيرة، بين المتلقي والعمل الإبداعي والعودة إلى السؤال نهجي بالكاتبة قريب من الرمزية والسوريالية وبالتزاوج احيانا.

* الفن التشكيلي، الكتابة للمسرح، الإخراج المسرحي، والشعر الأدبي كيف توفق بين هذه الجوانب في آن واحد.؟

- كل هذه الفنون لا تتقاطع مع بعضها قط، مادام المتصدي لها يمتلك أسلحة تؤهله لذلك، ولعل أهم هذه الأسلحة هو حضور الموهبة والقدرة على إحداث تزاوج روحي وعضوي في آن بين النص اللغوي والنص اللوني مثلاً، بعدها سيكون أكثر بساطة فالشعر جزء مهم من الكتابة، والشعر والكتابة تحتاج إلى الصورة وهذا ما تخلقه مخيلة الفنان التشكيلي، وهكذا إذا هذه الفنون مرتبطة ببعضها دون تقاطع وهذا ما حدث معي تمكنت من إحداث تزاوج بين القصيدة والتشكيل، في القصيدة " البصرية" أو التشكيلية في مجموعتي الشعرية "فجر سوريالي "وهكذا حصل التزاوج بين المسرح والتشكيل ليتحول الى فن واحد وتجربة واحدة لا تستطيع فصلها قط .

* كثر الحديث عن التجريب في المسرح العربي أترى التجريب يقوم على فلسفة جمالية .؟

- لابد أن يكون للتجريب فلسفة جمالية وإلا ما قيمة التجريب أصلاً ؟ يقول المخرج والناقد الإنكليزي جيمس روس إيفانيز: أن تكون تجريبياً يعني أن تقوم بغزو المجهول، وهذا شيء لا يمكن التأكد منه إلا بعد حدوثه، نعم هذه الإنزياحات الأسلوبية على صعيد كتابة النص أو الإخراج المسرحي تكون بعلم الغيب حتى تظهر إلى جمهور، وبالتالي يكون الحكم عليها ولكن يبقى المسرح خاصة، والفن عامة
منظومة جمالية لأنها تتعامل مع مخيلة تنزع ابداً نحو الخلاص من التقليدي إلى فضاءات إبداعية متوجة بالجمال.


* إذا كان التجريب في أوربا متزامناً مع ثورات فلسفية إجتماعية فكرية ماذا عن واقع التجريب عندنا .؟

- صحيح إن الحداثة والتجريب إرتبطت بشكل مباشر أو غير مباشر بالأحداث والثورات السياسية والإجتماعية التي شهدتها اوربا في القرن التاسع عشر، غير أن التجريب أخذ منحاً آخر ، بعد الثورة التقنية والتكنلوجية قبل اكثر من ثلاثة عقود تقريباً إذ صارت المحاولات أكثر سرعة وجرأة، لا سيما في العقدين الأخيرين صارت الصورة هي صاحبة السطوة على الكلمة، حتى سمي العصر بـ"عصر الصورة "، لاسيما على صعيد السينما والمسرح، وأكيد شمل بقية الفنون الأخرى بدرجة أقل هذا الحال شمل العراق والمنطقة، ولكن بقي العراق صاحب الكأس المعلى في محاولات التجريب بسبب تأريخه الفني وحاضره المليء بالأحداث والمتغيرات السريعة

* هل هناك كتاب مسرحيون وفنانين تشكيليون يقتربون من عوالمك الدرامية أتغرد خارج السرب أم تجد نفسك فيه .؟

- أعتقد أن المنطقة التي أعمل بها وعليها لا تشبه تجربة أحد من الوسط الفني سواء كان من العراق أو المنطقة على أقل التقدير، وهذا ما ثبته رسمياً رائد التشكيل العراقي نوري الراوي الذي قال حرفياً عن تجربتي "المستشكيل " قبل عقدين من الزمن :(عماد نافع زرع بذرة وستصبح غابة من الإبداع ) وهكذا قال "رائد التشكيل شاكر حسن ال سعيد" والناقد العالمي الكبير "عز دين نجيب"، والمسرحي المتألق "د.ميمون الخالدي" وأسماء كثيرة من المسرحيين والتشكيليين.

* ما منظورك لثنائية الهواية والاحتراف .؟

- أعتقد أن الأمر يعتمد على إمتلاك المخرج والكاتب والتشكيلي على مدى إمتلاكه لأدواته الفنية أولاً ومن ثم إمتلاكه موهبة أو قدرة صهر هذه الفنون في بوتقة الإبداع ليجعلها مكملة لبعضها البعض، فمثلاً تجربتي العالمية الفضاء السابع والتي كانت تأسيس لأسلوب فني جديد يحمل هذه الثنائية، أسمه "المستشكيل" بيد إنك لا تستطيع أن تفصل المسرح عن التشكيل والعكس صحيح، فجمهور المسرح يتمتع بعمل مسرحي وجمهور التشكيل، يشاهد معرضاً تشكيلياً بنفس التجربة وهنا الهواية تذوب بالإحتراف، فالتجربة إحترافية من الألف الى الياء .

* من هم أهم كتاب المسرح الذين تحب أن تقرأ لهم ويمكن أن تقول إني أتعلم منهم.؟

- أحب أن أقرأ لأهم كتاب المسرح من العراق فلاح شاكر عربياً محمد الماغوط، عبد الرحمن الشرقاوي عالمياً شكسبير وغوته .

*رسالة حب ومودة لمن تحب أن تهديها من الشخصيات العامة والمتميزة في مجال الفن والمسرح والأدب ؟.

- رسالة حب ومودة أهديها لمعلمي المخرج والمنظر المسرحي
د صلاح القصب، والشاعر والناقد العربي د. عبد الرحيم مراشدة والحقيقة هنالك أكثر من شخص يستحق هذه الرسالة .

* كلمة اخيرة تضيفها لهذا الحوار.؟

- أتمنى لبلدي الاستقرار والأمان، والعيش بكرامة، وأن يغادرنا الوباء، الذي خطف الأعزاء وحرق قلوبنا، لتعود الحياة
من جديد وتفتح ستارة المسرح، أبو الفنون، اللهم آمين ..وخالص شكري وتقديري لكادر " مجلة بويب الثقافية " عامة ولك خاصة , لجهودك السخية في إخراج هذا الحوار المثمر والجميل .

سيرة ذاتية:

- بغداد -1960

- حاصل على شهادة البكلوريوس - جامعة بغداد - قسم الاخراج المسرحي

- عضو نقابة الصحفيين العراقيين

- عضو نقابة الفنانين العراقيين

-عضو جمعية التشكيليين العراقيين

- عضو إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين

- عضو رابطة المبدعين العراقيين

- متزوج -

الجوائز العالمية

- الجائزة الأولى في مسابقة البوستر السياسي في اليابان / عام 1994.

- الجائزة الاولى في مهرجان اللوحة الإسلامية باكستان /1993

- حاصل على درع ملتقى اربد الثقافي للثقافة والاعلام / 1995

- حاصل على جائزة عيون للابداع عن عمل فجر سريالي / وزارة الثقافة العراقية عام 2014.

- حاصل على جائزة عيون للابداع , عن التجربة العالمية في المستشكيل " فجر سريالي " / عام 2016.

-حاصل على جوائز عديدة في مهرجانات محلية وعربية، في فنون المسرح والتشكيل .

الوظائف الحكومية التي شغلها

- مدير قسم الاعلام في وزارة الشباب والرياضة /عام 2000

- مدير قسم الثقافة والفنون في وزارة الشباب والرياضة عام 2005.

- تركَ الوظيفة لأسباب صحية .

الصحافة.

- عمل في أغلب الصحف العراقية والعربية على مدى أكثر من عقدين من الزمن.

- عمل في القسم الثقافي لمجلة أسفار الأردنية التي تصدر عن ملتقى إربد الثقافي عام/ 1994.

- عمل في القسم الثقافي لمجلة " عرار " الاردنية / عام 1996

- شغل منصب رئيس تحرير صحيفة " البينة "

- رئيس القسم الثقافي في مجلة الغد الثقافي

- كتب مئات المقالات والاعمدة الثقافية في الصحف المحلية والعربية

الثقافة والفنون

- مؤسسة مدرسة " المستشكيل " التجربة العالمية في المزاوجة بين المسرح والتشكيل / منذ عام 1999 وحتى هذه اللحظة

المسرح

- مسرحية " عيون " - تأليفي واخراجي - مسرح حقي الشبلي كلية الفنون / عام 1999

- المسرحية التشكيلية العالمية " الفضاء السابع "عام - 2000

- نائمون والطوفان - تاليفي واخراجي - عرضت في مهرجان الجزائر عام 2011

- مسرحية " مظفر النواب يفتح الابواب " - إنتاج واشراف عام " 2010

- مسرحية " بقعة النور " - تأليفي واخراجي - المسرح الوطني عام 2014

- مسرحية " الكرادة " - تأليفي واخراجي - عام 20016

- مسرحية "عقلاء بلا عقل " - تأليف واخراج - مسرح الطليعة عام 2017

- مسرحية " زهور مسرطنة " تأليف واخراج - تحت التمرين .

- منشغل حاليا بمشروع مسرحي ملحمي يحمل عنوان " عباس العصر تأليفي .

التشكيل

- أقام معرضه الشخصي الأول في قاعة التحرير بعنوان إنتبهوا انه الانسان / عام 1991

- أقام معرضه الشخصي الثاني بعنوان " الدعوة ثانية " - قاعة التحرير بغداد /عام /1992

- أقام معرضه الشخصي الثالث بعنوان " حمى فوق 40م" في المملكة الاردنية الهاشمية.

-أقام معرضه الشخصي الرابع بعنوان " من ثقب الفضاء " - بغداد 1994

- أقام معرضه الشخصي الخامس " جسد السماء " - القاعة الماسية اربد.1995

- أقام معرضه الشخصي السادس " صبر الانبياء "المملكة الاردنية الهاشمية / عام 1996

-أقام معرضه الشخصي السابع " اشلاء من جسد السماء " قاعدة نادية للفنون التشكيلية .

-أقام معرضه الشخصي الثامن " صمت الطبيعة وضجيج السكين " - مركز بغداد للفنون / عام 1998

-أقام معرضه الشخصي التاسع " أغنية وغيوم فضية " / مركز بغداد للفنون

-أقام معرضه العاشر " الفضاء السابع " قاعة أفق للفنون عام 1999

-أقام معرضه الشخصي الحادي عشر " أخضر ياعراق " في طهران وبيروت 2010

-أقام معرضه الشخصي الثاني عشر " فجر سريالي " - قاعة كولبنكيان / عام 2016.

الشعر

- صدر له كتاب " حمى فوق 40م" -مجموعة شعرية / عام 1999

- صدر له كتاب " فجر سريالي " مجموعة شعرية / عام 2016

- تحت الطبع كتاب " خارج نطاق التغطية " مجموعة شعرية

مؤسسات المجتمع المدني .

- رئيس مؤسسة الإبداع العراقي الحر / عام 2010.








 

Reactions

تعليقات