القائمة الرئيسية

الصفحات


 الجزء الأخير

قلبي لم يصل بعد إلى ذروة الحلم ...
ويحدث أيضاً ...(3 )

....................................

ويحدث أن تدلك يدُك أقدامَ الحمام
ويحدث أن يكون لك خللٌ بسيطٌ في العش
وإن لم يفاجئك الحظ كن سيد غصنك
وإله جسدك ..
وإن احتجتني
فلي ضلعٌ مزمن ، خذه بخوراً يحجب عنك سراب التمني
فما بين الماء والماء ثمة حقيقةٌ
هم الأغبياء فقط يقولون برزخاً
وكن فطناً ..
ولا تفتح فمك قبل أن تستأذن فمك
فإن نصبوا لك الفخاخ في حنجرتك
سيحدث ما لا يتوقعه الحظُ
وسيحدث ما لا يستجيب له القدرُ
فتشيّد لك مابين الظل والجسد مساحة خامدة بلا أسئلة
بلا جدران
بلا فوضى
بلا محطة انتظار
بلا أغنية عاطفية
بلا وشوشة مساء يشق موعداً غرامياً
بلا مطرٍ
بلا وطن ....
باردةٌ خطواتُك
سيد المنفى أنت
قطعةُ صلصال
ستخلد لامرأة تجسٌُ قلبك فتسكب لها أخبار البلاد من أول مغفرٍ إلى آخر بيت دعارةٍ
ويحدث أيضاً أن تترك ظلك في فمها
وتحلم كأن يدها تخلع عن جلدك رائحة أنثى
وكأن يدك تخفي خَبَراً أحمرَ أسفل عنقك
وأنك ستنجو بفعلتك
فالباب قريب من يدك
ستستأجر لك بلاداً بلا أقدام
مفتضةِ الوجهين
وجه هش أتعبه السير في غياب الهوية
يرسم لك ما لم تسكبه في فمها رائحةَ أنثى كنت تعتقد أنها قد انتُزعتْ عن جلدك
ووجه كالأحذية القذرة ينفر منها رصيف القدمين
يختلس لك معطفاً
لتدفئ يدك التي تخفي خَبراً أسفل عنقك
وقد تكتشف المطرَ ، رائحةَ الوطن في جيبك
فيختلط بداخلك الأبيض والأسود،
يختلط الملح والسكر الوجهان والجسد
تسكر من خيبتك
تسقط
تتكئ على ظلك
تنهض
صامتا بمفردك
لا أحد يجسٌُ قلبك
لا حنجرة لك
أنت أنت..
ومَن بداخلك قرين جسدك استيقظَ مغمض العينين
فبأي لون ستصطاد أخبارك وتطعِمُك...
عد إلى نومك فالأرض من تحتك لينة واستدرج لك ألحانَ الخبز الطازجةِ
وحمرةَ الجمرِ على الكفِّ
لأمٍّ بالباب تنتظرُ هطولَ إله غامض يكشف لها وجهك
فتبتسم وتروض بفرح الكفين صهيل التنور في الخشب
صغير السن صباحك
صغير السن حلمك
ويحدث أن يستيقظ الوطن ولم ينضج وجهك
سأفشي سرك أنك انتعلت جلداً غيرَ جلدِك وشربتَ خطاباً مزدوجاً
لا نبيذ بين شفتيك للبلاد يشدك
وتلك الغربة مبتورة القدمين تركض في دمك ..
من علمك عبور القلقِ والبحرُ على مقربة من يدك ؟!
نبضُك قاربٌ وقلبك ربان
خذ شراعك من جلدك ومجدافين من الحكمة
ولا تدرب أصابعك على التقاط الرمل بالرمل فكل بنايات الشواطئ بيادقٌ للملح
ستأتي العاصفة
لي ما يكفي من الحبر فلا خوف عليك..
قل : قد نصبوا الفخاخ في حنجرتي
ولي بعض حمامٍ أعرجِ الأعشاش تقاسمته وإخوتي
قرأت حرفين من اليسار فصدقتهم
قرأت حرفين من اليمين فأدمنت دمي
صغير السن ولي طبشور أسقطني في الفخ
ستفوز ......هذا اسمك
ستعمر......هذا لقبك
ويحدث أن يسقط نصفك
لا تمد له يدك ان كان يليق بحلمك سيتلقفه الماء سيطفو سيعلو الى كفك
فأنت تجيد التكاثر
ولك ألف باب قريب من يدك والبلاد بلادك
ويحدث أن تراني أبني لك سدرة من الكلمات
اقتربْ
واقرأ باسم عقلك
تتشكل الأبدية بين كفيك وطناً
ويحدث سهواً أن تمد يدك للماضي.. سيسحبك كما شاء الى الحاضرِ
كن فطناً
واترك يدك تدلّك أقدام الحمام
فلك خلل في العش

وإن احتجتني
فلي ضلع مزمن خذه بخوراً يحجب سراب التمني
ويزعج من يقرَؤك
صلصالاً أتعبه السير في القلق

سأفتح عينيّ في الماء كي أغتسل من المشي في حلمي
وقل أيضاً تلك البلاد حين قاسمتني وسادتي
كنت صغير السن مغمض العينين أعض أصابعي لأستنشق البحر
شوارعي مراكبُ صيد
كل وسائدي سمك
تلك الأنثى على مساحة جلدي وطن
كل تلك الأيادي التي تزورني في الحلم هواجس
ها أنا أطعم خطوتي للحمام
ولي قشٌّ لم يصل بعد إلى العش
سننجو معاً كأطفال البادية نضع المحارة ونراسل البحر
ويحدث وإن لم يستجب لنا القدر أن نستعجل زغب الروح أجنحةً و ننتصر
سيد احتمالاتي أنا
إله جسدي ...
لا شارع للقوارب
لا وسائد للسمك
ها قد نضج الحمام على خطوتي..
وهذا البحر يحلم الآن بين يدي
ويحدث...
ويحدث...
أن نفاجئ الحظ والقدر

# آل عمار 
متابعة / سهام بن حمودة
Reactions

تعليقات