القائمة الرئيسية

الصفحات

ليتني أحمل حطامي و أطير - سامية القاضي


ليتني أحمل حطامي و أطير
حين أنظر في المرآة
أرى بداخلي روحا غريبة....
تحمل وجعا حممه من جحيم الارض
أرى روحا تمتطي خوفها الوراثي...
تشرأب من بين عينيّ و تقول:
هذا البؤس الماكر ينعق فوق رأسي ....
عفّر وجه الكون بالشقاء
إقترضَ الرّيح جوعنا فتآكلنا الخواء...
ليتني أحمل حطامي و أطير...
فألقي بذوري في الفناء..
ليتني اتسلق منفاي وحدي...
فأقيّد أجنحة الأرض
ليتني أجمع بين الاضداد...
وأجدل من المتنافرات حلما
ففي داخلي فرح اخضر
ينتظر ان ينعتق من أرض الخراب
أرض الرذيلة و الخطيئة..
يؤسفني أن أرى هذه الروح وحيدة
تقتات من ظلّها فتاتً من العمر
قد تناثر على سطح مستعار...
********
ماذا لو كنتُ روحًا خالصةً
روحٌ تتجرّدُ من أدران الارض
روح تفْتحُ فَجوةً للعدم....
تُحملقُ في الفضاءِ المفتوحِ
تمتشقُ تّوقهاَ و تَمْضي...
تَدقُّ أعناق الغابات واحدة إثر أخرى
فتستيقظ العصافير ...
تتسلّلُ عبر أطياف السحاب.
تعيدُ تشكيل الوقت ...
ماذا لو أستنزفُ اللحظة الواقفة
و اختزلُ المسافات...
اقفُ على تخوم الزمن...
ثم أحملُ هذا الجسد بعيدا عن الإستقامة...
بعيدا عن الضغينة و الشرور...
أفكّكُهُ كمكعبات ال "البيزل " ...
أعيدُ تشكيله من جديد....
قد يكون جسدا بلا رأس....
أو رأس مزروع على أقدام...
قد يكون اي شيء ....
قطعة من هنا.....
و اخرى من هناك ....
أشكال لا تتطابق ..
لكنها تنسجم .....
أصيِّرُهُ جسدا بلا خطايا...
أحوّلهُ إلى كتلةً مجنّحة ...هائجة
كتلة تجازف... فلا يثنيها نزيف البؤس
و لا يرعبها جحيم العقاب..
**********
ماذا لو تقصّيتُ أخباري
و أنا قابعة هاهنا....
مستترة ..مكتنفة بالضباب
محجوبة بالصمت...
كم ستكون المسافة بين السؤال و الجواب....
و تلك الكلمات الغافية خلف أبواب الروح
من سينقذها من مخالب الليل ...
و هذا الجسد المستقيل
من سيحمل عثراته..
بالأمس كان ماردا يهشّ بعصاه فيستقيم...
و اليوم صار كتلة من ذاكرة طين
بماذا اجيب و السؤال عقيم...
انا أضمحلّ كالدخان...
و بداخلي روح كسيحة
عالقة في جُبِّ جسد عليل ....


سامية القاضي / تونس
Reactions

تعليقات