العطلة المدرسية؛ بين التحضير للامتحانات و تجديد بناء الثقة بين الطفل و العائلة
الاعلامية عواطف كداشي
ما إن تعلن العطلة المدرسية حتى يختلف صداها في بيوت الأسر؛
بعض الأولياء يرونها فرصة لتكثيف الدروس واستباق الامتحانات القادمة،
بينما يراها اخرون زمنا للراحة واللعب والانفصال عن كل ما هو دراسي...
غير أن العطلة يمكن أن تكون أبعد من ذلك..
يمكن أن تتحوّل إلى اداة لإعادة بناء الثقة بين الطفل ووالديه، وتجديد الاهتمام وسط الروتين الدراسي الذي بدوره يؤثر على العلاقة من خلال التورات اليومية و الواجبات المدرسية التي لا تنتهي..
ضغوط، واجبات، مقارنات بين الإخوة، أو بين نتائج المدرسة و ما تأمله العائلة.
كلّها تفاصيل صغيرة تبعد المسافات، وتجعل التواصل يبدو مجرد توجيه لا حوار.
وهنا تأتي العطلة كفرصة لاستعادة الدفء المفقود..
فرصةٍ للإنصات أكثر من التوجيه،
وللعب أكثر من اللوم،
وللحب أكثر من التحكم،
العطلة الناجحة ليست تلك التي ينهي فيها الطفل كراسه قبل الآخرين..
بل التي يكتشف فيها ذاته، ويشعر أنه محبوب مهما أخطأ، ومقدر مهما تعثر..
هي الوقت الذي يرى فيه والديه يشاركانه تجربة أو مغامرة بسيطة،
يمسكان بيده بدل أن يمسكا بالقلم نيابة عنه.
ولأن التربية ليست سباق إنجازات، بل رحلة وعيٍ مشترك،
فمن واجب الأسرة أن تجعل من كل عطلة موسما للنمو النفسي والعاطفي،
حين يشعر الطفل أن بيته فضاء أمان لا قاعة امتحان،
حين يجد والدين مستمعين و مستمتعين لما يقوللا محاسبين لائمين..
حينها تكون العطلة بداية حقيقية للامتحانات و النجاح..
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع