القائمة الرئيسية

الصفحات

عندما يلتقي الإبداع في سوق واقف بالدوحة - زينب بوتوتة

 


عندما يلتقي الإبداع في سوق واقف بالدوحة

الفنان أسامة بن سعدي يرسم بالألوان المائية البهية والفنان إسماعيل بوصبع يرسم بالفحم وليس بقلم الرصاص وكأنه الوشم على ذاكرة الأشخاص لوحات جميلة تحمل بين طياتها خطوط الوجوه العابرة وبداخلها اشراقة حياة . وجوه تتنفس على الورق وكأنها حقيقية وريشة بهية تستنشق الألوان والتحدي بين الدروب في أوطان بعيدة تحن على الغرباء وتعطيهم مساحة للتأمل والتخيل لكي تنطلق موهبهم كانطلاقة نسر جارح في شموخ وتجلي وعلى صفحات المجد مستقبلا إذا وجدوا الأرضية الخصبة للتعريف بلوحاتهم ورسمهم الجميل الذي يثلج الصدر ويبهج النفس ويخطف العيون من ابداع فنانين جزائريين في الدوحة أسامة بن سعدي من مواليد برج بوعريريج في الشرق الجزائري وإسماعيل بوصبع من مواليد العاصمة الجزائر مبدعين التقيت بهما وأنا أتجول في سوق واقف في الدوحة والذي كان قريبا جدا من الفندق الذي أقمت فيه لاحظت لوحاتهم بالصدفة في البداية لم أكن أعرف من أي بلد هما وبدأت أنظر إلى اللوحات الواحدة تلو الأخرى وكأنني طفلة تفتش عن شيء مفقود منذ زمن طويل انغمست في اللوحات واختفى عن سمعي ضجيج المارة الهادىء في عشية هوائها ساخن وبنايتها قديمة مرممة بشكلها القديم وشيء من الحسرة على وضع الفنان التشكيلي وعلى وضع الثقافة بصفة عامة حيث أصبحنا نعيش في عالم مادي وقح لا يعترف بالإبداع وأصبح فيه الفنان كالغريب يحارب من أجل وجوده وكانه في معركة أزلية تأملت وتحدثت معهما ولكن تلك الإبداعات بقيت في ذهني و لأن الفن له الدور الهام والفعال في المجتمع وهو المرآة الصافية التي تعكس القيم الثقافية والعواطف والأيديولوجيات وبما أن الفن يمكنه أن يثير طيفا من المشاعر ويصنع الفارق في زمن اللهث وراء اللقمة ووراء الثروة الزائلة تتعالى الأصوات الفاشلة وتعطى لهم المنابر بينما الأصوات الناجحة المبدعة تحاول وتحاول ثم تختفي في صمت رهيب وياله من صمت مميت ويالها من معانات في طريقه الشاق عندما يتمسك المبدع بما لديه من ابداع في ألم وحيرة بخليط من الإصرار ويحمل حلمه الكبير بين ثنايا ضلوعه وفكره ويثبته في النهاية منتصرا .

الأديبة زينب بوتوتة الجزائر



أنت الان في اول موضوع
Reactions

تعليقات