القائمة الرئيسية

الصفحات

يا رجلا...
ظننتك خنت
ولكن الظن خان نفس
العاشقة 
ضاع منها الطريق
والتفت حولها الدوامة
حتى نسيت كيف تتنفس
كنت أنت بوصلتها.

الوجع سلخ منها نفسها
حتى صارت ترى روحها
تترنح بين الحياة والعدم.

فكرت أنك خنتها
ولكنك لم تخن...
ظنت أنك غدرت بها
فرماها الظن إلى ذات
لم تكن هي
بل كانت امرأة
يكسوها الجراح
ويغلفها الاضطراب بالصدمات
ويضرب قلبها بالخوف.

أدركت أنها تسحبها
إلى هاوية النسيان.
لم تخطئ ولم تقترف ذنبا
لكن الحروف خرجت من داخلها
مثخنة بالنار
ترجم جسدها حروف موجوعة
كانت تبحث عن موت لكي تكرهها

غرقت في لهب الفجوة
حتى احترق صوتها
وسكت صمتها.

كل شيء من حولها انطفأ
حتى الدموع حين نزلت
لم تطفئها
بل أغرقتها أكثر
كبركان ثائر على ذاته.

لم تكن عدوك
كانت فقط مرآتك.
لكن المرآة اندثر البصر منها
إلى عقاب نفسها
محملة بحب
أقوى من عطش روحها.

الحب كان رسولا إلى نفسها
وربما كان هذا امتحان القدر
امتحانا يعري القلب
ليريه جوهره
ويعلمه أن النور
لا يولد إلا من رحم العتمة
وأن الجرح هو باب العارفين
وأن حب الروح أقسى حب
لا يروي الأسف بالندم أعلم 
 أسفة أعذر نبضها
فالحب الروحي أكلها

يأتي بلا وعد
ويأخذ بلا إذن 

ويعري النفس حتى ترى حقيقتها
ثم يتركها بين البقاء والفناء
بين اللهفة والسكينة
كشعلة تتغذى من دموعها
لتضيء قلبها

أكلها الحب ...
لم يكن عقابا لك
بل عقابا لنفسها
حتى تكرهها
وتوزع أنفاسها المتبقية
من الجراح
إلى لهاث الظلام
لتبتلعها الحروف
ولا يسقط حرفك
بل حرفها ينتحر في العدم
لعل الموت يجذبها.

ما كتبت...
كان ظنها
وكان اضطراب الصدمة
يتكلم بلغة الموت
التي خبأت فيها نفسها.

#كوثريا_شاعرة_غجرية 
كوثر الصحراوي ⭐
أنت الان في اول موضوع
Reactions

تعليقات