القائمة الرئيسية

الصفحات

عجائب الطاقة الروحية في موسيقى نصير شمه: علاج وشفاء "دراسة تحليلية فلسفية علمية" - دنيا صاحب

عجائب الطاقة الروحية في موسيقى نصير شمه: علاج وشفاء "دراسة تحليلية فلسفية علمية"

إعداد الباحثة والناقدة: دنيا صاحب – العراق

تنبعث من أعمال الموسيقار العالمي نصير شمه طاقة روحية تتجاوز الأبعاد المتدنية، وترتقي إلى ما هو أعلى من البُعد الروحي الخامس إذ يُعبّر من خلالها عن خلاصة تجربته الإنسانية والفنية في عالم الفن والموسيقى.

ومن منظوري الفلسفي، تُعدّ مقطوعات نصير شمه الموسيقية انعكاسًا لحالاته التأملية وشغفه الوجداني في الوجود حيث تتحوّل إلى لغةٍ تعبيرية ذات أفقٍ فلسفي وعلمي، تسهم في بناء سلّم النغمات وتشكيل اللحن بأسلوبٍ حضاري ينبع من جذوره العراقية. فتغدو تجربةً متكاملة تنتمي إلى نموذجٍ موسيقي عربي شرقي، يحمل طابعاً تراثياً وروحانياً صوفياً، ويمتزج في الوقت ذاته بسمات الحداثة.
وتتضح هذه الرؤية بوضوح في أعماله مثل ألبومات: رحلة الأرواح، أبواب، إشراق، حالي به يحلو، جلال الدين الرومي، حيث يسعى من خلالها إلى إحداث تأثيرٍ عميق في البنية الفكرية والنفسية، والروحية للمستمع.


تمتزج رؤيته الفنية الموسيقية بين سياقات التعبير الرومانسي والروحانية الصوفية، محمّلةً بمخزونٍ وجداني نابض بألحان الحياة، ومنبثقٍ من عمق ثقافته المتنوعة وسجايا روحه الهادئة، بجذورٍ تستمد عمقها من إرث حضاري يمتد من وادي الرافدين إلى آفاق الحضارات الإنسانية جمعاء، ما يضفي على أعماله بُعدًا كونيًّا شاملاً، متأصّلًا في الذاكرة البشرية.

تتميّز موسيقاه بخصائص تُعزّز ما يُعرف بـ"الاستجابة الانفعالية العميقة" (Deep Emotional Response)، وهي حالة وجدانية قوية يختبرها العلماء المختصون في هذا المجال، وتحدث لدى المستمع حينما تلامس الموسيقى مراكز متخصصة في الدماغ، مثل الجهاز الحوفي (Limbic System)، ولا سيما الأميغدالا (Amygdala) والحُصين (Hippocampus)، المسؤولَين عن تنظيم العاطفة والذاكرة.


تُحفّز هذه المؤثرات نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي (Autonomic Nervous System)، مما ينعكس مباشرةً على وظائف فسيولوجية مثل معدل ضربات القلب، والتنفس، وتوازن الحالة النفسية. وقد أثبتت بحوث علمية وطبية، شملت العديد من الدراسات السريرية، أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة يُسهم في تنظيم ضغط الدم، وتنشيط معدل ضربات القلب، وتقليل مستويات هرمون الكورتيزول (Cortisol)، المسؤول عن التوتر والضغط النفسي."

أثبتت الدراسات أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو المشاركة في جلسات العزف الجماعي يسهم في دعم الجهاز المناعي عبر تنشيط خلايا NK القاتلة الطبيعية، وزيادة مستويات الغلوبولين المناعي A (IgA)، وخفض مستوى الكورتيزول وتحسين توازن السيتوكينات الالتهابية مثل الإنترلوكين‑6 (IL‑6). هذه التأثيرات تساهم في تعزيز قدرة الجسم على مقاومة الأمراض النفسية والبدنية على حد سواء.

"تُظهر موسيقى نصير شمّه خصائص متعددة الأبعاد، تمتد لتشمل الجوانب العلاجية، والروحية، والوجودية، والجمالية، والإنسانية، وهو ما يجعل تجربته الموسيقية مجالًا خصبًا للتحليل من منظور علمي وفلسفي. ويُعزى هذا الاتساع التأثيري إلى اعتماده على المقامات الشرقية، التي تتميّز بثرائها التعبيري وقابليتها العالية لاستثارة الانفعالات العاطفية والروحية، فضلاً عن استخدامه لإيقاعات تتسم بما يُعرف بالمرونة الزمنية (Temporal Flexibility)، وهي سمة تُسهم في خلق ما يُسمى بـ"المساحة الصوتية المفتوحة" (Open Sonic Space)، التي تُتيح للمتلقي بيئة صوتية تأملية قابلة للتفسير الذاتي والانخراط الوجداني العميق.

وقد أظهرت العديد من المؤشرات التجريبية والأنثروبولوجية أن هذا النوع من التكوين الموسيقي يُسهم في تعزيز حالات التركيز الداخلي، وتنشيط العمليات المعرفية المرتبطة بالتأمل والوعي الذاتي، وهو ما ينسجم مع المبادئ المعتمدة في العلاج بالموسيقى (Music Therapy)، حيث تُستخدم الترددات الموسيقية بشكل موجّه لتحفيز التوازن العصبي-النفسي وتحسين الأداء الوظيفي للجهاز العصبي الذاتي.

لقد أظهرت دراسات في مجالات علم الأعصاب والموسيقى أن التعرض المنتظم لترددات صوتية معينة، لا سيما ضمن أنماط موسيقية منظمة، يمكن أن يعزّز عملية نمو الخلايا في الجسم، ويساهم في دعم وظيفية الجهاز المناعي عبر استثارة إفراز مواد كيميائية عصبية مثل الإندورفين (β‑endorphin) والدوبامين (dopamine). هذان الناقلان العصبيان يساهمان في تنشيط الجهاز العصبي بطرق تُعزّز الشعور بالرفاهية وتخفف مستوى التوتر والإجهاد.

وفي هذا السياق، يُنظر إلى موسيقى نصير شمّه على أنها نبض طاقة صوتية إيجابية، قادرة على بث ذبذبات تحمل طابعًا علاجياً وشفائياً. إذ تعمل على تحفيز المستمع نفسيًا نحو تبنّي أفكار الشفاء والتفاؤل واستعادة الحيوية، مما يساعد على الخروج من دوائر التوتر والضيق المرتبطة بأعراض المرض أو المعاناة.

تأثير موسيقى نصير شمه المباشرة على الصحة النفسية والوظائف الفسيولوجية لدى المرضى

تُظهر موسيقى نصير شمه، ولا سيما عزفه المباشر على آلة العود، قدرة مثبتة علميًا على تقليل مستويات الألم والتوتر، وتحسين الوظائف الفسيولوجية لدى المرضى. وتتداخل هذه التأثيرات مع الأبعاد الصوفية للموسيقى، التي تعمل كمحرّك نفسي وروحي يُسهم في تسريع عملية التشافي، من خلال تحفيز المشاعر الإيجابية، وتعزيز التوازن الداخلي، مما يجعل تجربته العلاجية نموذجًا فريدًا يجمع بين التأثير العلمي والوعي الإنساني العميق.


---

1. السياق السريري:

أجريت دراسة سريرية على 12 مريضًا خضعوا لجراحات قلبية، حيث استمع نصفهم إلى عزف مباشر لموسيقى العود من أداء الموسيقار نصير شمه، لمدة 20 دقيقة قبل العملية وبعدها، بينما تعرض النصف الآخر للضوضاء الاعتيادية في المستشفى. أظهرت النتائج انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الألم، وتحسنًا في أداء الجهاز التنفسي ومعدل التنفس (P = 0.034)، بالإضافة إلى تنظيم معدل نبضات القلب، وانخفاض في مستويات القلق وهرمون الكورتيزول (P ≈ 0.06) مقارنةً بالمجموعة الضابطة.


---

2. السياقات الثقافية – بُعد السماع الصوفي:

تشير الأدلة إلى أن الموسيقى الصوفية، المعتمدة على المقامات الشرقية، تُعزز الانفعالات الوجدانية وتُسهم في تهدئة الأعصاب، خصوصًا في فترات العلاج الصعبة مثل جلسات العلاج الكيميائي، أو الغسيل الكلوي، أو تبديل الدم.

تستند الموسيقى الروحية التي يقدمها نصير شمه إلى المقامات السبعة الأساسية في الموسيقى الشرقية، وهي:

مقام الراست

مقام البيات

مقام السيكاه

مقام الحجاز

مقام الصبا

مقام النهاوند

مقام الكُرد

تتميّز هذه المقامات بقدرتها على إثارة مشاعر الحب، والأمل، والاسترخاء، والسكينة، والتأمل، وذلك تبعًا لطبيعة التأليف الموسيقي وسياق الأداء الذي يضعه الموسيقار. مما يجعلها أدوات فعّالة في السياقات العلاجية والنفسية، ولا سيّما عند توظيفها من خلال آلة العود بإحساسٍ صادق وعميق، كما يفعل نصير شمه.


الاستجابة الانفعالية العميقة لموسيقى نصير شمة الروحانية: تحليل منهجي للآليات النفسية والجمالية

تُعد موسيقى نصير شمة أكثر من مجرد أصوات متناغمة؛ إنها لغة عاطفية وروحية عالمية تخترق أعماق النفس البشرية فتثير استجابات متنوّعة تشمل الدموع، القشعريرة، التأمل، البهجة، الفرح السلام، والهدوء، بل وتصل أحيانًا إلى حالات من السمو والارتقاء الروحي.

تُعرف هذه الظاهرة في علم النفس وتاثيرها على الجهاز العصبي بـ"الاستجابة الانفعالية العميقة" (Deep Emotional Response)، وهي ناتجة عن تفاعل معقّد بين البنية الصوتية والروحية للموسيقى، والبنية النفسية والخلايا العصبية للمستمع.

مفهوم الاستجابة الانفعالية العميقة

تشير "الاستجابة الانفعالية العميقة" إلى ذلك التأثير المباشر والعميق الذي يشعر به المستمع عند تعرضه لمثيرات موسيقية، خاصة في سياق الموسيقى الروحانية ذات الطابع الصوفي. وتحدث هذه الاستجابة بوضوح في أعمال الموسيقار نصير شمه ولا سيما في ألبوماته التي تترافق مع الأناشيد والابتهالات الدينية، كما هو الحال في مقطوعات "العشق الإلهي" التي يعزفها في ليالي شهر رمضان الكريم، حيث تحمل تلك الأعمال شحنات وجدانية مشبعة بروحانية عالية، ترتقي بذائقة  المستمع  نحو مدارج السمو  والارتقاء الروحي.

تتجلّى هذه الاستجابة الانفعالية في حالات شتّى، كالقشعريرة، وانهمار الدموع، والتأمل العميق، أو الدخول في حالة وجدٍ روحي، وانشراح نفسي، وغبطة داخلية، وأنسٍ للروح تنبع من تأثير أصوات النغمات التي يعزفها نصير شمه على أوتار عوده. فهذا العود لا يُصدر أنغامًا فحسب، بل يبعث إيحاءات خفيّة للذاكرة والحواس، تثير الأحاسيس والمشاعر في قالب روحاني عميق. وهكذا، تتحوّل لحظة الاستماع إلى تجربة داخلية فريدة وخاصة بكل مستمع، رغم أن محركها المشترك يكمن في البنية الموسيقية ومكوناتها التي تتجلّى بأسلوبية الموسيقار نصير شمه الفريدة.

الآليات النفسية والجمالية للاستجابة الانفعالية العميقة في موسيقى نصير شمة

إن التأثير العاطفي العميق الذي تُحدثه موسيقى نصير شمة ينبع من جمال بنيتها الصوتية، و من تفاعل معقّد بين عناصر موسيقية دقيقة وآليات نفسية و مهدئات للعصبية كامنة في الإنسان. ويمكن فهم هذا التفاعل من خلال عدة آليات داخلية تسهم في توليد هذه الاستجابة الانفعالية:

1. الاستجابة الفطرية للصوت
تتحرّك لدى المستمع استجابات لا إرادية تجاه التغيّرات المفاجئة في النغمة أو الالحان أثناء العزف كما لو كانت الموسيقى توقظ في داخله ذاكرة منسيه في عمق جذع الدماغ.


2. التناغم الإيقاعي مع وظائف أعضاء الجسد
عندما تنسجم الإيقاعات اللحنية مع نبضات القلب أو وتيرة التنفّس، وتنبعث حالة من الاسترخاء من الجهاز العصبي تتحوّل الموسيقى من مثير خارجي إلى تجربة داخلية ذات طابع جسدي. في هذه الحالة، يُعاد تنظيم الإيقاع البيولوجي للجسم ليتوافق مع ترددات أنغام صوت العود، مما يُسهم في تحقيق توازن فسيولوجي وتناغم عصبي-جسدي يُعزز الإحساس بالهدوء والاستقرار النفسي.

3. الارتباط العاطفي والذاكرة الشعورية
تعمل الموسيقى كوسيط زمني يُحفّز الذاكرة الشعورية، حيث تساهم في الربط بين لحن يُعزف في الحاضر وتجربة عاطفية حدثت في الماضي. ومن خلال هذا التفاعل، تُستدعى الذكريات والانفعالات المرتبطة بها بشكل مكثّف، مما يضفي على اللحظة الموسيقية عمقًا وجدانيًا مضاعفًا يعزّز من الاستجابة الانفعالية لدى المستمع.


4. العدوى الشعورية
تُعد العدوى الشعورية آلية نفسية لاواعية، تنتقل من خلالها العاطفة المتضمَّنة في العمل الموسيقي إلى المتلقي. فعبر المحاكاة الداخلية، تلتقط المنظومة الانفعالية لدى المستمع نبرات الحزن أو الفرح أو الشوق، وتعيد تمثيلها ذاتيًا على مستوى الشعور، مما يؤدي إلى استجابة وجدانية صادقة، تُشعر الفرد كما لو كان يعيش العاطفة نفسها التي ينقلها اللحن.

5. الصور الذهنية والإيحاءات البصرية
أثناء الاستماع إلى الموسيقى تتشكّل في ذهن المستمع صور ذهنية نابضة بالحياة، تنبثق من نسيج النغمات وترابط تردداتها وتكويناتها الصوتية. وقد تتخذ هذه الصور طابعًا وجدانيًا متنوعًا، كأن تكون روحانية صوفية أو رومانسية حسّية، مما يجعل من التجربة السمعية مصدرًا غنيًا للإشباع الروحي والانفعالي. وتتجلّى هذه الظاهرة في هيئة حالة سينمائية تلامس خيال المستمع، حيث تتفاعل الحواس مع المعاني الموسيقية، فتتشكل مشاهد داخلية مثيرة. 


6. ذاكرة التجربة الوجودية
لا تقتصر الاستجابة الموسيقية على تنشيط الذاكرة الحسية فحسب، بل تمتد لتشمل ما يُعرف بذاكرة التجربة الوجودية. إذ تستثير الموسيقى شعورًا عميقًا بالذات، والعقيدة، والهوية، والانتماء، وتُعيد ربط الفرد بجذوره الثقافية والروحية، والاجتماعية سواء من خلال استدعاء مشاهد من التراث، أو عبر الإحساس بالزمن الداخلي الذي قد لا يكون زمنًا واقعيًا مُعاشًا، بل زمنًا مُتخيَّلاً أو مُتَمثَّلاً عبر الحلم أو الحدس أو الإحساس الكامن. وتُظهر هذه الاستجابة قدرة الموسيقى على ملامسة الطبقات الأعمق من الوعي الإنساني، حيث تتداخل الذاكرة الفردية مع الذاكرة الجمعية، ويغدو العمل الموسيقي محفزًا لتجربة وجودية شاملة تستدعي الإحساس بكينونة الإنسان في الوجود. 

7. التوتر الجمالي وكسر التوقّع
يعتمد الملحن على مبدأ التوتر الجمالي من خلال توظيف التوقّعات اللحنية والإيقاعية لدى المستمع بطريقة واعية ومدروسة. إذ تُبنى هذه التوقعات عبر أنماط موسيقية مألوفة أو متكررة، ثم يتم كسرها بشكل مفاجئ ومدهش مما يولّد حالة من التأمل الجمالي، تُشبه في أثرها النفسي لحظة "الكشف" أو "الإشراق" كما توصف في التجارب الروحية الصوفية . وتُعدّ هذه التقنية من أبرز الآليات التي تُسهم في تعميق التفاعل العاطفي والمعرفي مع الموسيقى.


الدهشة الجمالية والتأمل
عندما يبلغ العمل الموسيقي ذروة الاتّزان بين الجمال الفني والعمق التعبيري، في لحظة يغمرها الإحساس الوجداني، يدخل المتلقي في حالة من الدهشة الجمالية. وهذه الحالة ليست مجرد حالة من الانبهار الحسي بأداء آلة العود، بل هي تتجاوز ذلك، وتتضح في تجربة تأملية عميقة ذات طابع وجودي. فهي تُحفّز الوعي الداخلي وتُقارب، من حيث الأثر النفسي حالات التصوّف أو الاستغراق الذهني، والتأمل الموسيقي في الطبيعة، حيث تتحوّل الموسيقى من وسيط تعبيري إلى أداة للاتصال الروحي مع الله، والذات، والكون.

وقد تبلورت هذه الآليات بوضوح في عدد من أعمال نصير شمه، مثل ألبومات "روميّات"، "أبواب"، "رحلة الأرواح" و**"إشراق"، "حالي به يحلو" .. وهي نماذج غنيّة بالمستويات التعبيرية والانفعالية، وتُعدّ أمثلة رفيعة على التفاعل العميق بين البناء الموسيقي والتجربة الجمالية والروحية.

وقد تجلّت هذه الآليات بوضوح في ألبومات "روميّات"، "أبواب"، "رحلة الأرواح"، و"إشراق"، وهي أعمال غنيّة بالمستويات التعبيرية والانفعالية.


ظاهرة القشعريرة الموسيقية وارتباطها بالجهاز العصبي

تُعد القشعريرة الموسيقية (Frisson) واحدة من أبرز تجليات الاستجابة الانفعالية الجهاز العصبي ، وتظهر على هيئة رعشة خفيفة أو تيار يسري كشحنات كهربائية ساكنة في الجسد عند ذروة لحظة موسيقية مشحونة بالعاطفة، وغالبًا ما تتزامن مع انسجام غير متوقَّع أو كسر لحني مفاجئ.

تشير دراسات التصوير الدماغي باستخدام تقنيّات EEG وfMRI إلى أنّ هذه الظاهرة ترتبط بزيادة النشاط في مراكز المكافأة في الدماغ، لا سيما في:

النواة المتكئة (Nucleus Accumbens)

النواة الذنبية (Caudate Nucleus)

القشرة الجبهية الأمامية (المرتبطة بالتركيز والانتباه والمعالجة العاطفية)


ويُصاحب هذا النشاط إفراز مادة الدوبامين، الناقل العصبي المرتبط بالمتعة والمكافأة، وتُشبه هذه الاستجابة الكيميائية ما يحدث في لحظات الحب، التلذّذ بالطعام، أو النشوة الروحية في والإلهام في جلسات التعبد على طريقة الخاصة من السالكين إلى الله بطرائق الصوفية.

لذلك، لا تُعد الموسيقى مجرّد فن أو وسيلة ترفيه، بل هي تجربة وحالة (وجودية شعورية إدراكية، تتلاقى فيها العاطفة مع الفكر في تناغم متكامل) تُسهم في تحقيق صفاء داخلي وراحة نفسية وانسجام عاطفي، كما يتجلّى ذلك بوضوح في أعمال الموسيقار نصير شمة التي تمزج بين الجمال التعبيري وروحانية الرسالة.
Reactions

تعليقات