زواج المتاجرة:
الروائي/ محمد عبدالله عبدالله أبكر
نهلة ليست الوحيدة التي فضلت الانفصال عن زوجها فور وصولها إلى أوربا، مثل هذه الظاهرة باتت واسعة الانتشار، كثير من الفتيات تزوّجن من رجال فقط من أجل الخروج من دائرة أفريقيا اللعينة والوصول إلى أوروبا، وعندما تصل الفتاة وتحصل على الإقامة الدائمة بعدها تطلب الطلاق، زيجات إنتهت بغضون شهور قليلة لم تتجاوز السنوات، بعد الحصول على الاقامة الدائمة.
الفتاة عندما تذهب إلي أوربا تجد نفسها متخلصة من قيود المجتمع الذي سينهرها ويحاسبها ويضطهدها وأصبح لها دخل مادي تعيش منه دون ذل أخ أو أهل أو مجتمع يبتزها لتعيش بكرامة، وأصبحت تعيش في ظل قوانين تحميها، و هذا ما كانت مفتقدته في وطنها الأصل.
المرأة في بلادنا الأم مرتبطة بزوجها ماليًا، وغالبًا ما تجبر النساء على الاستمرار في الحياة الزوجية حتى بعد انتهاء العلاقة الروحية القائمة على المحبة، لأنها لا تعرف أين ستذهب، خصوصًا إذا كانت ربة منزل ولديها أطفال، أما في أروبا فالمرأة متحررة من دعم الرجل، ومستقلة ماليًا وقادرة على تأمين سكن مستقل لها، مما زاد من حالات الطلاق.
في نهاية الأمر الضحية الشاب الذي إختار الزواج من فتاة لا يعرفها لمجرد كونه أراد الزواج، الفتاة باعت نفسها بعقد زواج بهدف الخروج من الجحيم في ظل انتفاء أي طريق آخر للخلاص.
التعارف والزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي له ضحايا من الشباب والفتيات وهي طريقة مشبوهة لا تسودها الثقة والاحترام في مجتمعاتنا فقد تكون الصفات والأسماء مختلفة كلياً عن الحقيقة ومخالفتها للواقع تؤدي إلى نهايات حزينة أقل ما يمكن وصفها.
زواج جسر الوصول إلي أروبا مثل هذه الفتيات يستغلهن مؤسسات الزواج من أجل الدخول إلى أوروبا، لأن ذلك يمثل إحدى قنوات الهجرة الأقل خطورة من عبور البحر بزورق مطاطي.
الزواج علاقة مقدسة تجمع بين الرجل والمرأة ويبنى على أساس قوي ومتين تسوده المحبة، لذلك قبل أن تبحث عن نصفك الآخر تأكد أنّ نصفك الأول مكتمل ومستعد للنصف الثاني فالزواج الناجح صرح لابد أن يعاد بناؤه كل يوم لذلك لابد من الحذر والدقة وإختيار الشريك الملائم خاصة إذا كان التعارف عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
أرائكم عبر البريد الالكتروني: moh66m10@gmail.com
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع