📁 أخر المشاركات

طي العقول - محمد عبدالله عبدالله أبكر



طي العقول:

الروائي/ محمد عبدالله عبدالله أبكر 


الكثيرين من النخب الاجتماعية تضع أفكارها في القوالب الجامدة التي تطوي العقول كطي حذاء الصين الذي تُسكب فيه الأرجل، فلا تطول ولا تقصر، وإنما تعيش داخل صندوق القالب ولا تخرج عمّا سواه.

كم من فكرة نيّرة قتلت بفعل الكلام المستهلك والحديث المُعاد، وتلك مآسي عميقة تتجلى آثارها في حياتنا، إثر سلب الإرادة وتقييدها بالأفكار الجاهزة وسكبها في المنهجيات المعدة سلفاً، ويقتضي ذلك النظرة السلبية في المقدمات والأعمال والنتائج كمنظومة فسدت كل أركانها، بل تزيد سوءاً في ظل وجود الفكر المنظم، ويبرز فسادها بوضح في ظل المشاركة الجماعية والاتفاق على ذلك.

هذه ليست نظرة سوداوية بقدر ما هي تأمل لطبيعة التفكير المنمذج التي توأد الأفكار النيّرة في خدرها، وتهاجمها في كل منحنيات تطوراتها، إنها عملية طي العقول والأفكار الشريرة التي تسعى إلى توطيد دعائم ذلك وتثبيت أصوله في أبناء الأمة وأجيالها، ونلمس تلك التجليات في التربية الخاطئة التي تضع عقل الطفل منذ نعومة أظافره في ذلك، تلك الإسطوانة التربوية المشروخة أمام الزحف الكبير للاختلاط المعلوماتي المتنامي.

فهذا الأسلوب تحجيم للفكر وتدمير للمستقبل وحرق للنسل وإفساد عظيم للأجيال على ألّا تخرج من قوقعتها وتفض غشاء التبعية والتخلف والسلطة التقليدية، وتوقف الصرخات السوداء التي هي ضرب من العبث والفوضى الناعمة في شكلها ومضمونها، فحتماً صاحب الفكرة سيظهر يوماً ما وسيدوم؛ لأن التطلعات والرؤُى تُحقق للذين يحلمون بها، فهى واقع حي يسعى أمام ناظر عينيهم وبين أيديهم.


أرائكم عبر البريد الالكتروني: moh66m10@gmail.com

تعليقات