الشباب لا مصلحة لهم في الحروب
الروائي/ محمد عبدالله عبدالله أبكر
شباب المستقبل يجب أن تستيقظوا من نومكم العميق، وأن تعلموا جيداً بأن الحرب المشتعلة هي حرب عبثية، أنتم أبناء الهامش والفقراء وقود لهذه الحرب التي أشعلوها الجنرالات، بينما أبناء الجلابة والجنرالات في خارج الوطن يدرسون في أرقي الجامعات، ويتجولون في الشوارع والمقاهي الفارهة.
مُنذ بداية الحرب لم نسمع يوماً موت إبن جنرال من أجل الوطن؟. وأنتم الذين تدافعون عن الوطن، وفي النهاية لم تموتوا من أجل الوطن، فقط من أجل لقمة العيش في وطن لم يوفر لكم أقل متطلبات الحياة، وبعد إنتهاء الحرب يعود أبناء الجنرالات والأغنياء من الخارج ومعهم عقود لإعادة البناء وأموال التجارة، بينما أنتم الجنود إلي عمالة وخدم لهم وكل تضحياتكم تذهب هدراً كالسراب.
دائمًا الجنرالات يلصقون صفة الوطنية بحروبهم من أجل إستدرار عواطف الشباب وتحميسهم لخوض الحروب، لقد إستعملوا أساليب متعددة من أجل دفع الشباب إلى الموت تحت وهم الدفاع الوطني والواجب الوطني المقدس، فالتاريخ مليء بالحروب التي صنعوها هؤلاء الجنرالات من أجل البقاء، ومليء بتجنيد أبناء الفقراء والمساكين لخوض حروب مهلكة قاتلة.
عليكم أن تعلموا أيها الشباب بأن أبناء الجنرالات لا يموتون، ولا يشاركون في المعارك، فقط أنتم البسطاء والفقراء والكادحين لا مصلحة لكم بالحرب، بل وإنما ضحايا الحروب، وأدوات الجنرالات في صناعة الحروب، من مات منكم مات بلا ثمن، ومن عاش منكم لم يحصد سوى المزيد من الفقر والمعاناة.
كل الجنرالات الذين حكموا الدولة السودانية كان حكمهم شرّ بشرّ، وهم يكملون شرورهم بتدمير مقومات الحياة للشباب البؤساء والفقراء والمساكين. الفقراء والبائسون والمضطهدون هم الذين يموتون، وهم الذين يفقدون أعضاءهم ويتحولون إلى معاقين، وذلك بسبب حروب لا تختلف عن حروب الجاهلية، لذلك علينا كشباب أن نصحو من هذا النوم العميق، وأن نرفض خوض معارك للدفاع عن المستبدين الذين ينتهكون حرمات الوطن وحرمات الشعب كل يوم.
فحروب الجنرالات ليست حروبنا أيها الشباب، وهذا عارُ علينا أن نصدق ما يقولونه الجنرالات أو أن نسير في الطرق التي يسلكونها، الجنرالات هم مصادر إذلال الأمة وقمع الإنسان، وواجبنا كشباب علينا أن نوقف الحرب وسفك دماء الأبرياء.
أرائكم عبر البريد الالكتروني: moh66m10@gmail.com

اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع