عالمٌ مشغُولٌ بِنفسِهِ
بله محمد الفاضل
عِندَ الثَّامِنةِ مساءَ كُلَّ يومٍ أنامُ، فينمُو بِرأسِ العالمِ شَعرٌ وأفكارٌ برَّاقةٌ...
ولمَّا يُوشِكُ الصَّباحُ
أنهضُ كإِثمٍ أُخفِي بِعِنايةٍ فِي شُقُوقِ المساءِ، أضعُ نُقطةَ ماءٍ فِي فمِي، وثانِيةً بين أَصابِعِي، وأَركُضُ حتَّى تسقُطَ عنِّي لِلدُّنْيا
فلا أَشغلُ ماءَ العالمِ بِجِسمِي المُتغَضِّنِ، لا أشغلُهُ بِجوفِي المُحتَرِقِ، هل يعملُ ماءُ العالمِ إِطفائِي عِندِي؟
قلِيلًا ما أنتبِهُ لِلشَارِعِ الَّذِي أَمشِي عليهِ، أَو يمشِي عليَّ، لا أدرِي!
فأنا نُقطةُ ماءٍ مسرُوقةٍ مِن فضاءٍ مُتخيَّلٍ...
لا أشغلُ الشَّارِعَ بِي
أَأَنا شاغِلُهُ؟
كم كرِهَ العالمُ مرايَايَ، تنهَمِرُ عليهِ مِن جمِيعِ الجِهاتِ، رغم أنِّي
لم يحدُثْ أبدًا أن كُنتُ جِهةً تشغلُ، وإِنما
مُؤشِّرٌ لِلِاتِّجاهِ، وهُوَ يروغُ، حتَّى يتَّصِلَ بِمساراتِهِ فِي الأبدانِ
عدايَ، أَنَا مُؤشِّرٌ
دُونَ يدٍ تُحدِّدُ، دُونَ خارِطةٍ، دُونَ
ضلالٍ أنِيقٍ أسمرهُ على ملامِحِي، وأنسى المشيَ...
فِي البيتِ عادةً ما أُخاطِرُ بِإِشهارِ النِّسيانِ فِي وجهِ الوقتِ، وأخلدُ
لِمشَاكسةِ العالمِ فِي أنهارِ الأَحلَامِ المُنهمِرَةِ....
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع