ما بعد الطلاق:
الروائي/ محمد عبدالله عبدالله أبكر
بعض الأزواج ما يلبث أن يطلق زوجته ويترك حضانتهم عند أمهم، حتى يهمل في التواصل معهم ولا يجبر خواطرهم المكسورة على فراقه، وكأنه طلق أبناءه مع طلاقه من أمهم، بل إن بعض الآباء وبعض الأمهات يهملون أبناءهم لا لشيء إلا لأن أحدهما يكره الآخر، والإهمال يتضمن كل شيء، مادياً ومعنوياً، حتى إن البعض منهم يبخل في توفير أسباب الراحة لأبنائه حتى لا يعكس هذه الراحة على الآخر.
القليل من الآباء من لا يغير شيئاً على أبنائه بعد الطلاق، فيحوطهم بالمحبة أكثر ويسد فراغ عدم تواجده معهم بالسؤال المستمر وتلبية جميع إحتياجاتهم، حتى لا يترك مجالاً للآخرين بأن يستغلوا هذا النقص، أو أن تهتز صورته أمام أبنائه، أو أن يعطي إنطباعاً سيئاً عند أبنائه كيف كان معهم قبل الطلاق وكيف أصبح بعد ذلك. فاستقامة أي فرد ليست فقط بأداء العبادات من صلاة وصيام، وإنما أيضاً في معاملته مع الآخرين وخصوصاً الأقربين، ولا يوجد أقرب من الوالدين إلا الأبناء.
الأبناء هم كالبذرة إن زرعت في أرض صالحة وأحيطت بعناية وحرص، نبتت وكبرت بكل فخر بل وأنبتت ثماراً طيبة، وسيحصد الآباء والأمهات هذه الثمار ليس في بر الأبناء لآبائهم وإنما أيضاً في صلاحهم في المجتمع، وهذا بالتأكيد ما هو إلا إنعكاس طبيعي لحالتهم النفسية الراضية حتى وإن لم يتحقق تواجد الوالدين في الصورة التي إرتسمت في مخيلتهم كصورة طبيعية وكاملة تحوي كل أفراد الأسرة.
أرائكم عبر البريد الالكتروني: moh66m10@gmail.com

اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع