📁 أخر المشاركات

ولد صامتاً - نورالدين كويحيا

 

في رأسهِ حقولٌ محترقة،
في رأسهِ قاراتٌ من وجع
قال بأن حياته سابقاً
كانت مئذنة
هُدمت
لذلك ولد صامتاً.
حين قُتلت أخته
أفصح عن قصيدةٍ
وقرر أن يكتب
الشِّعر،
كتب مرة:
قتلوا الأختَ
وحفروا عميقاً في صمتي
ودفنوا صوتها.
قال بأنه كُلما نام على سريره
الذي من حجارةٍ وأغصان يابسة
يتردد صدى أخته في أذنه
وشيءٌ يُشبه موج البحر،
لذلك كتب قصيدةً طويلة
عن أذن تشبه الصَّدف
وعن بحرٍ
يموج فيها
وعن صداً لأخت ميِّتة.
حين سألتُه عن حياته السابقة،
أخبرني أنه لا يتذكر سوى مئذنة بيضاءْ
ورجالٍ ملثمين بالغيم
ينزلون على جدرانها بالفؤوس.
سألته عن قصائده،
أخبرني أنه أحرق معظمها
ووصفها بالكوابيس
تمر على معصمه وتترك أثر المِشرط.
قبل أن يُغادر
وكيسٌ من حجارةٍ وأصداف وقراً
يتدلى من كتفه،
التفت..
ولمحتُ في عينيه
امرأةً تحمل طفلها
وتنتحر،
امرأةً تلتحف البياض
وينبتُ الرَّصاص على جبينها،
امرأةً يشيَّع موتها
على صخرةٍ ملساء
وطفلُها
غرابٌ..
طفلُها
حمامةٌ تنقُر عينها
فتفيض قراً
وفؤوساً
ولُثُماً من غيم.
نورالدين كويحيا


تعليقات