أجنحة الصمت في محراب النور
أجنحة الصمت في محراب النور
وأرى نبضها يتمايل في خلوة النفس
ويتوزع كأيقونات راقصة متجلية بطهارة النور...
تجرب الرقص لأول مرة في صفا القلب
تتفنن في مخيال العشق بعمق داخلي
تبوح بألف موسيقى لا تسمع إلا في رحم السر.
وأدرك في فضاءاتها أنها محراب من لآلئ معلقة
وبيوت لبوابات نجمية...
يتحول فيها الليل إلى نقاط ضوء
ويتمحور نهارها في أعماق النجوم
ليعلن أن الروح العاشقة أغنية حب ومطلع نقاء
لا تفتح ألحانها إلا داخل زهرة الكشف
لتتناغم في صفاء روحي فيتدفق منها
نهر من بتلات الصمت الشفيفة
قطراتها معزوفة كونية…
في جوهر الضوء ومقام النور.
هناك
حيث تتدلى روحي في نجمات صغيرة تتأمل نفسها
تتفتح المدارات السماوية بأضواء لا يراها إلا قلب نقي
قلب أدرك أن الحب نور الروح
وأن الوجود مزار حضرة قدسية من نور إلهي
ينساب داخل صلاة كونية
تتلاقى فيها الأرواح النورانية على سجادة السماء
رافعة أذان قلبها إلى الله
كأنها تنطق بذكر الضوء آيات
وتنثرها في حدائق التراتيل
لتزهر سنابل العطر المستنير…
وهناك في نقطة الضوء
زهرة الطمأنينة تنمو
السكون يصير معنى الوجود
يتنفس من ضلوعي
ويعيد ترتيب صمتي إلى سر خفي
يشبه اللمسة الأولى في عالم الروح.
هناك
النور... موسيقى تغسل روحي
وتكتبني بمداد النجوم.
إن روحي ياقوت أنوار من مطر
نسائمها ضوء يمر منها الله إلى قلبي حين أكون في الحب.
يصير الفضاء تجليات من سر عظيم أمواجه تبعث في الروح سلاما نورانيا.
يشهد على الولادة في عمق الروح القدسية
حيث يذوب كل إحساس بالذات في بحر الإله فتتفتح أعين القلب على سر الوجود ويزهر فيه الحب الإلهي بلا نهاية.
كوثر الصحراوي
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع