أنين يُلبلب الأعماق
فراغ يلتهمُ الوقت المسكون بأنين يُلبلبُ الأعماق
يُجالس رصيف الأحلام همس يحبو بغنج الخجل
أجدّلُ الحروف فوق سطوح غجرية
يؤنس وحدتي ذلك الوحي
يُلاعبني لعبة الاختباء و الظهور
يُعلمني كيف مِن الصبر يرجع الضوء إلى المساحات المنتظرة و مِن دهس الورود تنبعث ملايين العطور و مِن شرايين الحبر تُبنى أساطير الكون
كيف يولد مِن رحم الصقيع دفء
يُحاكي شفافية قلوب و ينهض الرماد ليطير مع رجرجة قافزة
يرتاح فوق قامات غيوم
كيف وسط سقوف مُغلقة تتربع
ملايين الكواكب و الشهب و النجوم
كيف تُعبر الكلمات المجرّة في لحظة
كيف تعبرها ذرات مُنتشية الضلوع
كمْ يستحق ذلك التأمل
لا أستطيع سوى الانتظار
كي أرى همسة مُتجسدة تتربع وسط أكاليل خالدة
أتباهى بضعفي
بقيودي
بموت الصمت
على أطراف العبور
أتلذذ بلذعات تستهويني
تسحقني تستهلكني تبتلعني
تكوي ما بقي مِن دواخل
لتنبت بين الحقول
نمنمات تُعالج
مِن زاوية معزولة
تنفرجُ حيوات
حقول شاسعة
مِن خزامى و نهر رقراق
تعجّ أهازيج عطور
تضجّ أنغام
تهزج مواويل
بوح استطاع أنْ ينتزعني
مِن أطناب الروح
ليُعريني مِن كلّ شيء
إلا مِن القيد البليد
أتحسسُ سرّ الوجود
بين سطور أراها تحملُ
لوعة مُصابي
تخذلني أصابع لا تجرؤ على الخروج مِن ضبابها المقصود
يغتالني جُبن مجبول بالخوف
أحنّط سطراً في تابوت
يقطنُ قطعة مُعتمة مِن ذاكرة مُمتلئة
تُراها هَلْ ستخون الذاكرة ذات لحظة
هلْ ستمحي غمغمة الأمل المرصوف بالدموع
هَل سيتلاشى كلّ شيء ذات يوم
كأنّ الوجع الغول لمْ يأكلني و يشربني و يتسلى بإيقاع روحي
على نبض الشرايين الغافلة ..
هُدى الجلاّب

اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع