فراشات تطفو على الحبر
قمر بتفتّح في البحر
كأنْ لم ينزلق منّي العمر،
جاء البدء، وخرجنا واحدا أفواجا،
وكان آدم واحدا، وفي آن معا جَمْعا،
لو أنّ البدء يًذكّرني
لو أني أُفتقدُ،
أنا لم أر أدم
ولا أذكر من أي ظَهر انبثقت
ولا كيف أشهدني الله عليّ،
ولا من أيّ مجرّة رضعت.
قال المعنى إني كنت حاضرة منذ التحم الماء بالماء
وحين قَبّل البدء البدء
وإني شهدت أنني اثنان وأكثر،
قلّما يأتيني البحر عجولا ملتحفا بالضباب،
ودون حرف او اشارة يتبخّر،
كم سنة وأنت تختفي أيها البحر
لو أنك مرة واحدة تأتي
حتى دون ان تربّت على غيومي بأنفاسك
ودون أن يوقد زيتي ظلُّك.
انتصف الزمن
ثم اكتمل العتم وما انطفأ الشوق،
اطلّ هلال وانتصف وجه حسناء قتلها العشق.
كم سنة
وانا أكسر قمري وأطيّر الماء
وألقي بنجمة تحت وسادتي ظننتها حجرا،
الربيع ما عاد يأتي
فقط أشياء لا زالت هناك هنا تطفو،
لا صوت لا فصل لا ليل لا فجر
لا بَشر لا برّ لا بحر لا قمر
لا طائر لا مكان ولا زمَنُ،
أين كلّ من كان هنا؟
لا حشد، لا أحد؟
لا شيء يحدث
فقط كراسي جوقة وبقايا قمصان زهر
وفساتين فراشات كانت هنا ترقص
وعطر عاشقة انتظرتْني طويلا
ثم مضت حين انتهى الحفل.
روضة الفارسي

اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع