مع الشاعر العراقي علي خزعل جمعة في مهرجان خيمة الإبداع العربي بالحمّامات نوفمبر 2025
كنت أواخر شهر نوفمبر 2025 من بين المشاركين في مهرجان خيمة الابداع العربي الّذي نظّمه المركز الثقافي والاجتماعي بالسويد بالتعاون مع مركز لندن للابداع الأدبي وأثناء متابعتي حصة القراءات الشعرية التي شارك فيها جمع من الشعراء العرب من بعض البلدان العربية الشقيقة أثارت انتباهي وانتباه الحاضرين قراءة شاعر يبدو شابّا.كان هذا الشاعر يقرأ بل يلقي قصائده بهدوء وبصوت جهوري يستدعي الإعجاب وعرفت لاحقا أنّه عراقي من مواليد البصرة تلك المنطقة الّتي أنجبت ذلك الأديب الكبير أبا عثمان عمرو بن بحر الملّقب بالجاحظ وغيره من أعلام الأدب والفكر قديما وحديثا وأنّ اسمه علي خزعل جمعة شاعر جمع بين الطبّ والأدب فهو طبيب متخرّج من كلّية الطبّ وأديب شاعر تملّكه حبُّ الشعر منذ صباه وكتب ونشر القصائد ثم خرج علينا بمجموعة شعرية اختار أن يكون عنوانها "على إيقاع المطر" بما يوحيه هذا العنوان من تناغم روح الشاعر وارتباط إيقاع شعره الموزون الموقّع مع إيقاع المطر أحد عناصر الطبيعة ورمز الخصب والحياة إضافة الي ما يثيره إيقاع المطر من أحاسيس تنبعث من وجدانه وتعبّر عن نزعته الرومنطيقية في ما يقول ويكتب.. وحين التقيت بالشاعر الطبيب الشابّ في مناسبة ثانية خلال أيام المهرجان دار بيننا حوار لطيف كان فرصة للتعرف عليه وانتهى ذلك اللقاء بأن أهدى إليّ نسخة من ديوانه الصادر في سنة 2024 فوعدته مشكورا بقراءة ما تضمّنه من أشعاره وفعلا وكما وعدته أقبلت على الديوان مطّلعا فوجدته متوسّط الحجم ويشتمل بعد المقدّمة التي كتبها عنه الشاعر علي الامارة يحتوي إلى جانب التمهيد المتمثل في أربعة أبيات على وزن البسيط على سبع وثلاثين قصيدة (37)متفاوتة من حيث الطول ربّما لأنّ الشاعر اعتبر هذه الأبيات الأولى مقطوعة شعرية لأنها لا تتجاوز أربعة أبيات استنادا إلى القائل إنّ القصيدة تتكوّن من سبعة أبيات فما فوق وهي قصائد عمودية الشكل وجاءت على أوزان الشعر العربي ومن هذه الأوزان البسيط والكامل والرمل وغيرها أما بالنسبة للمضامين فإنّ هذه القصائد قد غلب عليها الجانب الذاتي في خطاب الشاعر وحديثه عن نفسه والتعبير عمّا يجول في خاطره من الأحاسيس المختلفة والمتنوعة حسب ما يستدعيه موضوع القصيدة واغلب هذه القصائد وجدانية ولا تخلو من نزعة رومنطيقية .أمّا اللغة التي عبّر بها الشاعر فكانت لغة عربية فصيحة وبسيطة وعلى قدر وافر من الجمال وبعيدة عن التكلف والجري خلف القافية واجهاد النفس بل كانت تلقائية تروم الوضوح وتنأى عن الاغراق في الرمزية والغموض وقد سعى الشاعر بها الى التبليغ وجعل القارئ المتلقّي متفاعلا مع مضمونها وايقاعها إذ يبدو أنّه كما هو حريص على تبليغ المعنى فهو حريص كذلك على جعل عباراته موقّعة ايقاعا مطرباوجميلا واكسابها صبغة غنائية
خلاصة القول إنّ أشعار علي خزعل جمعة جديرة بأن تُقرأ باعتباره شاعرا موهوبا يحرص على تجويد ما يكتبه ويطمح إلى كتابة الأجمل والأفضل وهو جدير بالتشجيع على مواصلة السير في دروب الابداع باقتدار وعزم وثبات
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع