تصدير: "البكاءُ لا يعْني العَجْزَ، بل يعْني أنّكَ مازلتَ تسْمَعُ العالمَ وتسْتَجِيبُ لهُ، دُموعُكَ تقولُ إنّكَ لسْتَ مِنْ حجَر"، توم لوتز، تاريخ البكاء (تاريخ الدّموع الطّبيعيّ والثّقافيّ)
"لا تبْخسُوا قَدْرَ الدُّمُوع"
قدْ نَسْمَعُ الباكِينَ، أو لا نَسْمَع
أمّا الصُّراخُ فَحَرَّرَتْهُ الأدْمُعُ
إنَّ المواجِعَ تَسْتكِينُ، طَلِيقَةً
وتَصِيرُ فاتِكَةً إذا مَا تُقْمَعُ
ومِنَ المدَامِعِ ما يُبرِّدُ غُلّةً
ومِنَ المدَامِعِ مَا يُفِيدُ ويَنْفَعُ
ومِنَ المدامِعِ ما يُخلِّفُ نِعْمَةً
تحْكِي حَلاوَتُها الجَنى، بَلْ أمْتَعُ
هِبَةُ الدّمُوعِ عَطِيّةٌ، إنْ ذُقتَها
أجْهَدْتَ عَيْنَكَ فِي بُكَاءٍ يُشْبِعُ
فَبِدَمْعةِ الحَزْنانِ تَخْفُتُ نِقْمَةٌ
ويَذُوبُ حِقْدٌ، في نشِيجٍ يُرْفَعُ
وبِدَمْعةِ النَّدْمَانِ تنْبتُ رحْمةٌ
في قَلْبِ صَاحِبِها العَصِيِّ، فيُرْدَعُ
وبِدَمْعَةِ العُشّاقِ تحْسُنُ غَادَةٌ
مِثْلَ اللّآلئِ فَوْقَ خَدٍّ تلْمَعُ
مَزِّقْ فُؤادَكَ بِالدُّمُوعِ فإنَّها
بِاللِّينِ تَقْهَرُ سَاخِطًا، وتُطَوِّعُ
طَهِّرْ ذُنوبَكَ بِالدُّموعِ فإنّها
لا تأخُذَنْ إلّا بِقَلبِكَ، أَجْمَعُ
لا تَبْخسُوا قَدْرَ الدُّمُوعِ فَإنِّها
قُرْبانُ قَلْبٍ لِلسَّوادِ مُوَدِّعُ
نهاد المعلاوي ، تونس

اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع