📁 أخر المشاركات

أم كلثوم "عرضٌ مسرحي يُعيد الزمن إلى خشبته" - نصير شمه



أم كلثوم… عرضٌ مسرحي يُعيد الزمن إلى خشبته

بقلم: نصير شمه – فنان اليونسكو للسلام

المكان: مدينة الإنتاج الإعلامي – المسرح

الزمان: الخميس 13 نوفمبر 2025

بويب / متابعة | دنيا علي صاحب

ما إن تجاوزنا طاولة التذاكر حتى بدا أننا لا ندخل مسرحاً، بل نعبر بوابة زمنٍ

كامل؛ زمن أم كلثوم، بأهله، وشعرائه، وملحّنيه، وجمالياته التي صنعت وجدان

أجيالٍ كاملة. لحظة واحدة كانت كافية ليعود المشاهد إلى العصر الذهبي للأغنية

العربية، إلى تلك البدايات التي تحوّل فيها الشغف إلى هوية، والموهبة إلى خلود.

عرضٌ رشيق… مفعم بالحسّ والدقة

المسرحية جاءت سريعة الإيقاع، رشيقة التكوين، تُفتح نوافذها باستمرار على أهم

محطات حياة السيدة أم كلثوم، من تفصيلة طفولتها الأولى إلى قمّة حضورها في

الوجدان العربي.

العمل لا يقدم سيرة فنية فحسب، بل يقدم حالة كاملة تستدعي ذاكرة من عاش زمن

السيدة، وتمنح من جاء بعدها مفتاحاً لفهم ظاهرة لا تتكرر.

سينوغرافيا تحيي الذاكرة على الخشبة

قاد المخرج أحمد فؤاد العمل بثقة واضحة بين الوثيقة والخيال، وبين الرواية

والرمز.

السينوغرافيا كانت جزءاً من الحكاية نفسها: ضوء محسوب، حركة دقيقة، ديكور

يلمس الروح، ورقصات قصيرة منحت العرض إيقاعه الخاص.

كل تفصيلة أدت وظيفة واضحة: أن يرى الجيل الجديد “أم كلثوم” كما لو يراها

للمرة الأولى — وأن يلتقي الجيل القديم بذكرياته دون أن يتغير صداها.

ومن أجمل ما في العمل تلك المونولوجات التي تتحدث فيها أم كلثوم مع روحها،

في ربط بديع بين زمنين، يطرح أسئلة الفن والخلود بصوت الماضي وصوت

الحاضر معاً.

الأداء والموسيقى… نجاحٌ متكامل

ظهرت الموسيقى والتوزيعات والأداءات الصوتية في أعلى درجات التوفيق، وكان

تجسيد شخصية أم كلثوم على الخشبة من أبرز عناصر النجاح؛ طاقة تمثيل وغناء

استطاعت حمل ثقل الشخصية ومسؤوليتها.

العمل كله كان اقتراحاً فنياً جديداً: ما يشبه أوبرا ذات طابع عربي أصيل، حيث

يجتمع النص، والغناء، والموسيقى، والحكاية، والرقصات في قالب مسرحي

متماسك وواعد.

وقد منح الكاتب مدحت العدل النص طاقته وروحه، وفتح الباب أمام مجموعة

كبيرة من المواهب الشابة التي تظهر لأول مرة، فكان رهاناً ناجحاً وذكياً.

---

الأسماء المشاركة (حسب الظهور)

كما وردت في ملف المسرحية:

• أم كلثوم (صغيرة): ملك أحمد

• أم كلثوم (كبيرة): أسيل الجمل

• أحمد رامي: سعيد سليمان

• محمد عبد الوهاب: أحمد الحجار

• منيرة المهدية: ليديا لوتشيانو

• رياض السنباطي: هاني عبد الناصر

• محمد القصبجي: يوسف سلامة

• الشيخ أبو العلا محمد: عابد إسماعيل

• هدى زوجة أحمد رامي: هدير الشريف

• إبراهيم البلتاجي (الأب): عمر صلاح الدين

• سيدة البلتاجي (الأخت): منار الشاذلي

• خالد البلتاجي (الأخ): إسماعيل السيد

• بليغ حمدي: فتحي ناصر

• محمد فوزي: محمد أمين

• عمر الخيام: أحمد عبد العزيز

• الصحفي محمد عبد المجيد: أسامة مجدي

• الصحفي صالح السيد: أحمد محسن

• زعيم الآلاتية: حسني روبيل

وإلى جانبهم برز حضور الشخصيات التاريخية التي صنعت جزءاً كبيراً من

ملامح الموسيقى العربية:

إبراهيم البلتاجي، أحمد رامي، محمد القصبجي، رياض السنباطي، منيرة المهدية،

محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، وأبو العلا محمد.

---

لحظة الختام… حين توقفت آلة الزمن

انتهى العرض. صفق الجمهور طويلاً.

صفقنا كثيراً… وكانت مشاعرنا تسبق أيدينا.

وحين صعدت “أم كلثوم” في المشهد الأخير، بدا وكأن الزمن توقف لحظة ليقول

السيدة:

“الفن لا يشيخ… الفن يعلو.”

شكراً من القلب للصديق مدحت العدل مؤلف العمل ومنتجه، ولأسرة العدل جروب

ستديـوز، ولكل الفريق الذي أعاد لنا تلك الحالة الفنية التي نحتاجها اليوم… وأعاد لأم كلثوم بعضاً من سمائها.


تعليقات