أجنحة روح تتوهج في نور الشاعر
كوثر الصحراوي
تعتق الصدى لذة
تلبس ثوب العطر
في عروق جسد الغروب
ويفوح من شفتيها عبق الجمال
فيرسم للعشق وجها
يشبه أول ضوء لمس جبين الحبيب.
وتغدو النفس خمرا
ينبثق وهجها في قلب العيد
كأن الفرح طفلة تعود من السماء
وتهدي الروح سلال نور وتهاليل.
وهكذا...
غنى في روح شاعرة
وكم كان نبيذا شاعريا يقطر من جلدها
وسحر الغسق جوهري
وخفق القلب زغاريد.
صوته محراب وطقسه نبض
يسبح سحره في ليل
يفتح صدره للنجوم.
والنجم — ذلك الاسم لشاعر
يغني للكمنجة فتهب من أوتارها روح
ترتل حبا
وتمتحن عمق العيون
عيون شاعرة تمرد عليها الغجر
فصاروا نهرا
يسقي معبد العاشقين.
وفي آخر السطر
تتدلى مسبحة من نور
درتها الأولى عشق
وأخراها عشق
وفيما بينهما يتكلم الكون
لغة الشاعر وحده تسكر الشاعرة
ويحتضن الوعد أنفاسها ليصير روحا داخل روح الكون في قلب شاعر
قلادته صلاة تقام داخل أشياء المشاعر بأية لوح محفوظ
بحبر يعلن شرارة النور
فتغدو كل الأكوان تغني لشاعرها
وكل السماء تنحني لروحه
لتتجلى فيه الأكوان كلها.
تصل أخيرا الشاعرة إلى مقام الفناء...
أنفاسه ثوب روحها عبير تهاليل
يتراقص في فضاءات مزامير داوود
وتغريد الطير عاشق تراويح...
صوت الشاعر تسابيح...
نجم الكمنجة وعطرها الساجد
مزار قدس كل القصائد.
من روحه مرآة كل نواة
والكتابة سرمدية تتلألأ في كل الكواكب
تتنهد الشاعرة وقلبها نجم شاعر
يضيء في الظلام
يهمس بأسرار الأكوان.
حيث لكل عيد أجنحة روحية
تطير بين المجرات
وتزرع ضوءا في عيون الغجرية
سماء موشحة بأكسير وعناقيد
عذراء تتفتح في شمس
قطرتها شاذلية
تكوثرت نورا وأناشيدا.
قلب العشيقة عيد الشاعرية.
الشاعر عنابر
وصلاة عشقية في سنابل روحها
اسمه أكوان عطرية
كل قصائدها صدى روحه وصوت الشاعر عيد.
كوثر الصحراوي
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع