القائمة الرئيسية

الصفحات

لأنَّ كُلَّ ما حولي لادِغٌ - زينب هاشم شرف

 

لأنَّ كُلَّ ما حولي لادِغٌ

كَتِرْياقِ شَفَتَيْكَ

..

يَرَوْنَ اللهَ في كُلِّ شَيْءٍ

في عَرَجِ الكُرسيّ

لَثْغَةِ الجُدْجُدِ

صريرِ أحمرِ شفاهٍ

تأتأةِ القذيفةِ وهيَ تهشمُ رأسَ طفلٍ من غزّة

في كل شيءٍ يرونَ الشيطانَ

..

وأنا رَقْصَةُ ظِلٍّ تائهٍ

ظلٍ لا جَسَدَ لَه

فكيف يعضُّني كُلُّ ما حوْلي؟

ولِمَ لا أراكَ؟

لأنَّ كُلَّ ما حولي راكدٌ مِثل كَلامِ الحُبِّ في تشرين

..

تَذْكُرُ يومَ تشاتَمْنا ثُمّ تنابَزْنا بالقُبُلاتِ

بينَ نافذتينِ في الضَّيْعَة

كيف لظِلَّيْنِ بِلا جَسَدَيْن أَنْ يُمَزِّقا المسافةَ حُبّا حُبّا؟

كيف لشَبَحَيْنِ أَنْ يَتَعانَقا على سِكّةِ قِطارٍ

دونَ أَنْ تَسْكُبَ طِفْلَةٌ قهوةَ أُمِّها

على ركبةِ الإنجيل؟

..

تذكرُ ساعةَ انهيارِ العقاربِ في الرسغ؟

قيامةَ الزنبق والأوركيد

وبعثَ الحلزون الساهي في صلالة

تذكر؟

..

أنا نسيتُ عَمَّ أبحثُ

أنا ظلٌ لهيكلٍ رَخَوِيّ

أَتَذَكّرُ شيئا عَنْ وَخْزَةِ دبّوسٍ صَدِئٍ في اليَقين

عن لؤلؤةٍ يهرسُها تمساحُ الريبة

عن حُضْنِ بارودةٍ متقاعدة لفدائي بلا اسم

عن فيلسوف ألماني يسلمني للمحرقة لأن الكذب حرام

عن لساني وهو يصافحُ القَتَلة

قدمي وهي تركل رأسَ الثأر

أَتَذَكّرُ بئرَ الصرخات في دير ياسين

أحفظ شهقات ضحاياه في الأرشيف

..

لكني لا أفهم كيف يرون الله في أيِّ شيء

فأنا ظلٌ تاه عن الجسد

..

يلدغني كل ما حولي

ويَدُسُّني السمُّ في السمِّ

____
زينب هاشم شرف
البحرين

Reactions

تعليقات