القائمة الرئيسية

الصفحات

وجع الامه-فطومه البحورى



حَسَدُوا جَمالَكِ "دَرنَةَ " ٱلأحبابِ
فَأَجاءَكِ  ٱلأعصارُ  مَحضَ خَرابِ

أَمْرٌ   دَهاكِ    ولا   شَفيعٌ   عندَهُ
فَكَأَنَّهُ     سَيْلٌ     أتى     بِعَذابِ

فَجْراً    بريحٍ    صَرصرٌ   وبِغَفْلَةٍ
يَغتالُ    وَجها     رافِلاً   بشَبابِ

وَقَفَ   الدمارُ   بكَلّ  بابٍ   هَمُّهُ
وَأْدَ    ٱلحياةِ    بتِلكُمِ    إلأبواب

عَمَّ الأسى في كُلّ حيّّ وأشتكى
سوقُ ٱلظلامِ  وجامعُ  ٱلأصحابِ

وسَمِعْتُ"شيحا"تسْتغيثُ وأهلُها
يَطفونَ  فَوْقَ السيلً كٱلأخشاب

فبَكَيْتُ ساحِلَِكِ  الجميلِ  مٕهابَةً
وشَمَمْتُ   عطراً   مازِجاً  بتُرابِ

الارضُ  والأهلونَ   باتوا    دُرَّساً
وٱلصّمْتُ عَمَّ على ذُرى  ٱلأعتابِ

جُثَثاً   تُقَلّبُها   الرياحُ   فما  نرى 
إلّا    ٱلتّوَجَعَ    وٱلأسى   برِقابِ

نَزَلَ البلاءُ   بكلٌّ  ساحْ  وٱنْمَحى
ذِكْرُ   ٱلاحبَّةِ    سَلْوَةُ    ٱلأطيابِ

نادَيْتُ  من  بين  الركامِ  أحبّتي
لكِنْ  ، ولا   صَوْتٌ  أتى  بجَواب

أينَ ٱلجَهابِذُ من بَنيكِ وأيْنَ مَنْ؟
نادَمْتُهُمْ  ، فإذا ٱلوُجُوهُ خَوابي!!

بل أينَ  من باتوا  وباتَ أنيسُهُمْ
تَحكي  مَعالِمُهُم   رُؤىً   بسَرابِ

صارُوا وصِرْنَ كما النجومِ تناثرَتْ
ما   بَيْنَ  مَفقُودْ    وبين   يَبابِ

أطفالُها  ،   فِتيانُها   ،  وشُيُخُها
ونِساؤها     يَرْفُلْنَ      بٱلأثوابِ

"القُبَّةُ" الحَسْناءُ  تَنْعى " درنةً "
فتَفيضُ  دَمعاً   هامِلا   بسِكابِ

وجراحُ"درنةَ"في القلوب تزاحَمَتْ
وحنينُها   في ٱلعين   والأهدابِ

يا  "درنةَ"  ٱلغِيّابِ  يَرعاكِ  الذي
بيَدَيْهِ    كُلُّ    مُسَبِّبِ   ٱلأسبابِ

شَكواكِ للربّ الرحيمِ  وما  بَدَتْ
تلكَ   المصائبُ   تَلْتَقي  بمصابِ

ها ، قَد أتَيْتُ من العراقِ مُواسِياٍ
بَلَداً     أبيّاً     خالصَ    ٱلأنسابِ

من " بابلِ" التاريخ  من  رَبَواتِها
ومن "الفراتِ" و"دجلةٍ"و"رباب" .
Reactions

تعليقات