القائمة الرئيسية

الصفحات


 بلاغ هام وعاجل

بقلم نصر العماري

استشاط سي احمد غضبا . ولاقط الصوت لجهازه المحمول يكاد ينفجر من حدة الذبذبات والتردد . وفزعت زوجته بجانبه وهي تبسمل وتذكر اسم اللطيف وتسأله في تحسّر
و الحاح "عَزلُوكْ ؟ ... عزلوك ياسي احمد؟ " وانفجرت تندب حظها مولولة"وافضيحتاه بين جاراتي وقد كنت صرّحت لهن أنك ستصبح وزيرا عن قريب فاذا بك ستصبح عاطلا وا فضيحتاه ..."
فهاج سي احمد وصرخ في وجهها "سكري هب جلغتك ناقصك انا..."
فلم تمتثل وأخذت تلطم صدرها شبه العاري و تعدّل قميص نومها الأسود الدنتالي الاكمام مردّدة " يا ناري.. ياناري يا شماتة الاجوار ..."
وصرخ سي احمد في الهاتف" تقعد مصطك ديمه... مصطلك... هذا عاجل هذا ... هذا هام." ومدّ سبّابة يده اليمني ليطفئ جهازه الذكي نوع سمسونغ . وعوض أن يلمس ملمس الاطفاء شغّل مضخم الصوت
واذا بمخاطبه يسأله في الحاح " أسيدي المعتمد ... ان شاء الله يطلع موش مكلوب... للّا حسنية شبيها تنوح ؟" ...
فصرخ المعتمد في حنق "طفي التلفون... طفي التلفون وامشي ارقد" وهو يحاول اطفاء الجهاز و التفت الى زوجته يهدئ من روعها ويلعن ابليس ويلعن العمدة الأحمق...
واذا بزوجته تسأله ... من قريبنا هذا ؟ من هذا الذي عزلوه؟
فمد سي احمد يده نحوها يربّت عليلها ويطلب منها "اهدئي يا حسنية... اهدئي... ليس قريبنا ولم يعزل احد .
فنظرت اليه وهي مستغربة سائلة من جديد ؟اذا من هذه التي كانت تكلّمك في منتصف الليل ؟
فرمى سي احمد الهاتف من يده على الارض وهو يصرخ " انه العمدة ميزوني يا حسنية
العمدة ميزوني .
فمدت حسنية يدها لتلتقط الهاتف من الارض سائلة : ميزوني ام زوجته ؟
وتفحصت الهاتف وقد تصدعت شاشته وأضافت في يقين "ولذلك قمت بتحطيم محمولك حتي لا اعرف من هاتفك في هذه الليلة.
فامسك سي احمد دماغة بكلتا يديه وهو يزمجر "يا رب ... يارب " ثم خاطبها وكأنه هدأ
"يا حسنية يا زوجتي العزيزة اقسم لك انه العمدة الاحمق العمدة الملعون الميزوني؟"
- ولماذا يهاتفك في هذا الوقت المتأخر؟ كيف تسمح له بذلك؟
- أنا أنا من طلب منه ذلك
- كيف تطلب منه ان يقلق راحتنا ويقطع علينا خلوتنا ... اعزله او ضعه في السجن.. ألستَ معتمد هذه المدينة ؟
- يا حسنية طبيعة العمل تقتضي ان يتّصل بي في اي وقت وفي اي مكان... وانا من طلب منه ذلك .وأ ن يبلغني في اي وقت اذا كان الامر هاما وعاجلا.
- تطلب منه ان يتصل بنا ونحن في غرفة النوم؟ ... و نحن على فراش الزوجية ؟
- يا حسنية هو لا يعلم اننا في غرفة النوم وهذا من طبيعة عمله عليه ان يبلغني بالأمر
- لماذا لم ينتظر الى الصباح ؟ هل الامر على غاية من الاهمية ليقتحم علنا خلوتنا؟
- اية خلوة ياحسنية؟ هو لا يعلم ذلك والأمر لم يكن مهما
- يا له من أحمق هيّا عُد يا حبيبي الى الفراش وتعال الى حضن زوجتك
فاستعاذ سي احمد من الشطيان الرجيم وأضاف "انت تعلمين أني سريع الغضب والسكري يكاد يفتك بي... فلنؤجّل احتفالنا الى ليلة اخرى "
استدارت حسنية في فراشها وتململت وخذبت الملاءة نحوها وركلته بمؤخرتها وهي تتمتم" ليس منك رجاء" وأضافت عبارت اخرى غير مفهومة .
فأخذ سي احمد بطرف الملاءة الوردية المتبقي وغطى جسمه النحيل وعدّل وسادته وسألها "هل تحطم يا حسنية ؟"
فردّت عليه في حنق "نعرف عليك ... شوف روحك ؟"
فاجابها متلعثما "أسأل عن المحمول... المحمول... لا بد أنه تحطم"
- لقد تشقّق من هول ما فعلت به ... لن اسامحك حتي انظر في آخر مكالمة ... ونم أنت وعمدتك ودع الليلة تمضي بسلام 
Reactions

تعليقات