القائمة الرئيسية

الصفحات


 لا فضاء لي


بقلمي أنور مغنية

سافرتُ في هذه الدنيا
وأمضيتُ زمناً كي أعثرَ عليكِ
آن لي أن أكتبَكِ وأن أعيدَ صياغتكِ
برغمِ جهلي بنطقِ الحروف
وبرغمِ جهلي
كيف يموتُ الموجُ على الشطآن

أجهلُ القراءةَ بين حروفك
أجهلُ قراءةَ الهندسة على جسدِكِ
وأجهلُ كيفَ أنَّ اللهَ
أبدعَ هذا البنيان
دعيني أقرأ بجهلي وبإسلوبي وطبيعتي
دعيني أزرعُ على شفتيك
كلَّ أصناف المرجان

دعيني أقرأُ التاريخ وأمرُّ على الحضاراتِ
وأستعيدُ من الذاكرةِ
تاريخ ما قبل الطوفان
وتعالي أعلمك الموسيقى
وكيف يأتلقُ اللونُ وكيف ولماذا
ينام على خدَّيكِ الأرجوان

دعيني أقرأ تاريخَ جسدك
وأدَوِّن ظلم المغول
والبرابرة وهمجية التتار
دعيني أكتبُ على خَصرِكِ
تاريخَ الغابات وألحان العصافير
تاريخَ أبراج بابل والحدائق والمعلَّقات
شرائعَ حمورابي وأيام سومَرَ
وأكاد وثمودٌ وعاد
وكلَّ حضارات الإنسان

آن الأوان أن أتعلم فنَّ القراءة
فأنا تلميذٌ نجيبٌ
يحفظُ كلَّ الكتب بما فيها
التوراة والإنجيلُ والقرآن

آن الأوان لأعرفَ
كيف وصلتُ إلى هذه العصور
وكيفَ انتميتُ إليكِ
وكيف أن البحرَ أوصلني
وأن الإبحارَ فيكِ
مغامرةٌ من غيرِ حِسبان

آن لشِعري أن يتسلَّقَ شُرُفاتكِ
وأن تزهوا عناقيدي بذهبِ الألوان
دعيني أُخرجكِ من هذا القُمقمِ
وأعيدكِ للحريَّةِ وللشمسِ
وأحرقُ ما عليك
منَ الزِّينةِ وغبارَ الأزمان

دعيني يا حبيبتي
أكوِّنُ هذا الطينَ من جديد
واحترقُ كالبخُّور بين يديكِ
فتعودينَ إلى جنَّتي وروداً وريحان

آن الأوان أن أغسلَ شعركِ
بالزيتِ والنعناع والعنبر
وأن أكسِرَ هذا الصَّمتَ بيننا
وأن تتحرَّري من سجنِ هذا السجَّان

أن تنسجي أوَّلَ سجادة عجمية
وأن تكسري قيود الماضي وسلاسلَه
وتعودي كالشهد شهيَّة
أريد أن أحتفظ بك أسهماً ناريَّة
وأبخرةً هنديَّة
لأني من غيرِكِ تائهٌ
لا فضاء لي ، لا إسماً ولا عنوان

أنور مغنية 05 01 2022
Reactions

تعليقات