القائمة الرئيسية

الصفحات

ياشامية - نعيمة سارة الياقوت ناجي متابعة




 ياشامية///

أبلغي محبا في الأقاصي
أن الرياح القاسية
كسرت بوصلات الحب...
أتلفت وجهات الشمس نحو الشروق...
وأن الدخان بين المعابر
أتاه الرؤيا على الحدود...
أبلغي العابرين في زمن التيه أن العمرالباقي محطات تحت الضباب
على أنقاض الجدائل
يراوغ الزمن الغريب
اعذريني ياشامية
ولاتلومي هذا الفؤاد
الواهن بين الشرايين
يستنجد ومضة من زمن ولى
لعله يحيا بنصف وريد
يحاكي الود
ويغازل الشوق
في زمن اللاحب...
فلاتلوميني وشدي وثاقي
إن صرخت في عمق الصمت...
إن امتطيت جنوني
ورحت أفتش عني
فقد نسيت من أكون
بين المتاهات واللغط
الحب أضحى شارة
بلانبض
والشوق انتحر بين ممرات الزمن المر...
والأرض ...
الأرض زلزال صامت
وبركان خامد
بت أخشى ثورة الغد...
فيا أيها العشق الباقي
بين الرفوف
وعلى جدران الأطلال...
يا أيها العشق الناعس
بين المسافات الضاربة في عمق الخلود
خذني إلى وطني
فقد أتلفت المسير
بين دياجي الليالي والضوء الباهت...
أنا حافية القدمين
والإسفلت لهيب
خذني إلى قريتي الصغيرة....
إلى مجمعنا عند الأصيل
ألملم ماتبقى من ضفائر معلقة بين أشجار الرمان
أمشط عرائسي
وأحدثها بلغة البكم
وحدها تدرك حيرتي
حين أرفع سبابتي
وتدمع العين...
وحدها وفية للأمكنة
وأوراق الشجرة الباسقة على مر العصور...
خذني أيها الزمن صبية
إلى مرعاي
ألهو وأغني للعوسج
لحبات النبق الساقطة بعد العاصفة...
خذني طفلة لم تبلغ بعد أعوامها القطاف أغزل صوف البعير
وأحيك جبة للبرد الاَتي بين الفصول
خذني إلى وطن في قفص الصدر أحمله
وأنساني إياه الجنون
دعني أصعد أدراج النخل بين الواحات...
وأجمع حبات البلح قبل هبوب النار...
دعني ألتقط ما تبقى من حبات الزيتون
بين الريح
وجسر الجولان
وأغسلها بماء الروافد
أعصرها في أقصى المغارب
وأشعل بزيتها ما انتشر من قناديل
بين أهرامات النيل
وبحر المحيط....
يا شامية ناوليني
ورقة ومحبرة مداد
ودعيني أرسم قبة
على الصخر...
أعلق عليها كوفية
أرغب في أن تذروها الرياح....سلاما عبر الأثير
إلى مرابع العشق
بين الجبال وإلى أقصى الفيافي
ربما نستنشق عبير النصر ثانية...
فيا شامية اعذريني
ولاتلومي حكيي
فالحب اَفل كما الشمس
بين أسوار الكهف
وأخشى علي من أفول للبدر للود...للقمح في البيادر ...
أخشى من هجرة الأقلام...
أخشى من غرق الخيام....
أخشى علي مني حين أهوى بين العفو واللاعفو...
أخشى من موت الياسمين وانحباس الغيث...
أخشى من شح المداد
فكيف أكتب تاريخي
وشهادة الميلاد...
أخشى عليك ياصاح
من سفر طويل
ينسيك هذه الأرض...
فمتى تشرق الشمس
ومتى يعود العشق للبهو....
للمسارح حيث جسدنا أروع عرض
حيث علقنا القصائد
وسقيناها بماء الورد...
فمتى تفوح رائحة الزعتر؟
بشريني يا شامية...
وابتسمي إذا ماالقدر
أوحى لك بما سيوحي...
فأنا رحلت...
تركت على الهامش جثتي ...
ومابقي...حلم على الطابور
ينتظر كتابة العهد...
فبشريني ياشامية
إذا ما أتيتك في الحلم....
ودعيني أستنشق الأمل
فقد سكن الوجع...
نعيمة سارة الياقوت ناجي
متابعة / روضة الادباء العرب
Reactions

تعليقات