القائمة الرئيسية

الصفحات


 سَمْفُونِيَةُ البَحْرِ!

ذَاتَ صَباحٍ خَرَجتُ لِلإسْتِجْمامِ.
أُنَاجِي أَمواجَ البحرِ من مَدِّهِ وجَزرِهِ.
كان حِينَها مُضْطرِبا كَحالي..
فإِنْسَجَمتُ مع أمواجِهِ بأَنْغامي.
سَمْفونيةُ بَحرٍ كانت تُشرِقُ في الأُفُقِ.
كُنتُ أَعزِفُها بأَوْثارِ قلبي المُعذَّبِ.
أَمواجٌ كَانتْ تَتَلاطَمُ مَعَ الصُّخورِ.
وأنا بالمِثْلِ أَردُّ عَنْ تَلاطُمِها بأَوْجاعي.
كانَتْ لُغَةُ الأَصْواتِ تَجمعُنا حِينَها.
في هذا المُحيطِ المُتناغِمِ..
هَلِ البَحْرُ كانَ يَشْكُو بأمواجِهِ؟! أَمْ هِي الحَياةُ؟!
وأنا أشكو بالرَّدِ عليهِ وأعيشُ اللَّحظاتَ!
نِعْمَ العَيْشَ بالقُربِ من البحرِ.
قَدْ تَتَقَلَّصُ هُمُومَكَ عِنْدَما تَقْتَرِبِ.
لَا شيءَ يُضَاهِي قُوَّةَ اليَّمِ.
وأنا كُنتُ يَوْمَها بالعَبْدِ الضَّعِيفِ.
فَرِحٌ بهذهِ السَّمفونيةُ الآنَ..
إِنَّها أَحْسَنُ سَمْفونياتَ العَصْرِ.
إِنَّني مُرْتاحٌ أَنَّني أَحْيَاها الآنَ.
وانْتَعِشُ بالقُربِ من هذا البحرَ.
كانَتِ الأَمْواجُ بتَلاطُمِها تُنفِّسُ عَنْ حَالي.
تَمَنَّيْتُ لَوْ أَبْقَى بالقُربِ مِنْهُ طِيلةَ حَياتِي.
إِحْساسٌ رَهيبٌ كانَ يَنْتابُني..
لَقَدْ خَرَجْتُ وسَافَرْتُ مِنْ هَذا العَالَمِ.
-بقلم: محمد دومو
-مراكش/ المغرب
Reactions

تعليقات