القائمة الرئيسية

الصفحات


وصايا لجغرافيا مجنونة


ما كنت أعلم أن لي
تضاريسا تختلف مع من ولدتني
وأن أمّي حوّاء ...تشنّجت دماءها
قبل أن تضعني على طارقة المسير
اختلّ التركيب عندي
وذا مجنون مكتمل النّشئ يخبرني
أنّي مختلفة الجغرافيّة
وأن جسدي بلسعات تفوق الألف فولت
وأنّ شرايينه احترقت قبل البداية
ماكنت أعلم...
أنّني ابنة حوّاء المعهودة
أمتلك سرّ الزلزال الأبدي
الذي يغيّر ماهية الأرض
ما كنت أعلم ...
أن لدغاتي الكهربائية
يخاف جنونك الاقدام عليها
يهاب اندفاعك المكوث معها
ما كنت أعلم ....
أنّ أسلاكي الممتدّة داخل جسدي
عدّلت أرصفة أوردتها
على وابٍ ...مفاتيحه ضائعة
وأنّك تنسج خيوطا ...تشبه الشبكة
والزرّ الذي تعتمده ...لتوقعني داخلها
يحتاج منك حفظا
لجغرافية هذا الوجود
جنون الوصول يغتالك
وأنت تتعثّر الخطى ...قبل الر ّحيل
أنت لا تعلم أنّها لا تستقر
امرأة مثلي على غربة حال كل الفصول
وحوّاء... أمّي أوصت شراييني
بأن لا تنسج بالحلم بيتا ...يزول
وأن لا تستقرّ بنا مسافات الطّقوس
لتختار موجا بمدّ يأخذني
وجزر يجذبني... لصخر
يذيب جلّ المستحيل
ما كنت أعلم....
أنّك تغزو عالمي
وتبحث عمّا يخصّك لديّ
وأنّك رأيت صورتك تشكّلها اللّيالي
في حدقتيْ عينيّ المغمضتين
تصدّعت ...ألما ولعنة
وأبت هواجسك أن تطأ عالمي الخارجي
أبيت أن تعود !!
سيأخذك جنونك الى الانتحار
قادتك أقدامك الى أرض تجهلها
وعند الوصول اعترضتك
أمطار وسيول
وأنت لم تتسلّح لهذه الطّقوس
بقوّة لا تزول....
جنونك ...قويّا جدّا
اقدامك ...شجاعا جدّا
وأنا غريبة ...جدّا ...جدّا
ولن أحتفي بك بعالمي هذا
رحلتك متعبة
ومحطّتي تطير الى السّماء
حيث لا تطولها أيادي ادميّة
لأن أمّي حوّاء ...أوصتني
بأن أعيدك الى الجنّة
لو كنت قادرا على ملاحقتي
فأنا صاعدة الى هناك
أنتظر قدومك....
لنفتح معا ....بابا
قد أغلق منذ زمن بعيد
ربّما !!!

كلمات : الشاعرة العربية
نجوى النوي
تونس

متابعة / ورضة الأدباء العرب

Reactions

تعليقات