القائمة الرئيسية

الصفحات

بِيزَاسَان شَاهِدُ عِيَان - صالح سعيد


 إلى كل الشعراء الذين التقيتهم في "أيام الشعانبي للشعر":


بِيزَاسَان شَاهِدُ عِيَان.

بِيزَاسان....يَا عَبَقَ التَّارِيخِ يَا عِزَّ المَكَانْ،
جِئْتُكً مَحْمُولاً عَلَى أَجْنِحَةِ الأَثِير،
أَشْهَدُ مَجْدَ "جَرْجِيرَ"
يُقَاوِمُ بَطْشَ العُرْبَان.
وَأَشْهَدُ مَجْدَ القَصِيدِ بَعْدَ أَنْ غَصَّ اللِّسَان،
وَشْوَشَ فِيكَ الزَّمَانُ بِالتَّرَانِيمِ الحِسَانْ.
فِيكَ عَدَّلْتُ مِزَاجِي وَتَذَوَّقْتُ البَيَان.
كَانَ حُلْمًا أَنْ أَرَى الشِّعْرَ يَخُطُّ صَوْلَةَ نَحْتِ الكِيَان
وَتَبَارِيحَ الغَرَامِ وَعُرُوشَ الطَّيْلَسَان..
غَرَّدَ "المنصُورُ" فِيكَ وَ"أنَا" و"الحَبيبُ" زَانَهُ الحَرْفُ السِّنَان
و"عمر" والفتَى المِغْوارُ " عادل" وَ"مراد" أَقْبَلُوا
بِقَرِيضٍ رَائِقِ الدًّفْقِ، كَإِقْبَالِ الأَتِيِّ، كَغَمْغَمَةِ الطُّوفان..
كَانَ دَفْقًا مِنْ جَمَالٍ غَطَّى أَسْوَارَ المَدِينَة،
طَرَبَ "جَرْجِيرُ" شَوْقًا، رَقَصَ رَقْصَ الجُنُونِ،
أَعْلَنَ التَّتْوِيجَ صَوْنًا لِمَدَارَاتِ البَيَان..

أَمَّا حُرَّاسُ القَبِيلَة، فَلَهُمْ فَصْلُ المَقَال:
"إيه...يَا جَرْجِيرُ.....أَيُّهَا المَارِقُ، كَيْفَ يُغْوِيكَ اللِّسَان؟
أَتُعْلنُ التَّتْويجَ ببيزاسان، هَكَذَا دُونَ حُسْبَان؟
وَالثُّلاَثِيُّ الشَّفِيفُ يَشْهَدُ وَهْجَ الرِّهَان؟
النُّجْحُ فِي أعرافِنَا للغَادَةِ الهيْفاء، تَخْتَالُ كَالنَّشْوَان...
وَالغُنْمُ فِي أَذْوَاقِنَا للنَّهْدَةِ العَجْزاء مِنْ مَرْفَإِ الشَّيْطَان...
بَخٍ بَخٍ، صَهٍ صَهٍ...أخ خ خ خ....يَا لُكَعُ...فِي الرِّهَانِ جَائِزَةٌ ثَمِينَةٌ فِيهَا العَجِيزَةُ الدَّكْنَاءُ تَاجٌ للسُّلْطَان..
وفِيهَا الغَنِيمَةُ تُسْبَى لِغِلْمَانِ القَصْرِ وَجُنُودِ البَرْلَمَان...
صَلاَحُ الدِّينِ الأَيُّوبِيّ أَوْرَثَنَا الحِيَادَ مِنْ سَالفِ الأَزْمَان.
و المَرَاجِيفُ وَفَوَّازُ البَيَان،
مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ حَفْرٍ فِي الزُّورِ والبُهْتَان..
يَا جَرْجِيرُ يَا مَارِقَ العَصْرِ....انْسَحِبْ تَوًّا وابْلعْ لِسَانَكَ المِهْذَار.."

غَمْغَمَ جَرْجِيرُ زَهْوًا، عَانَقَ الشِّعْرَ بشَوْقٍ،
سَكَنَ فِي مُقْلَتَيْهِ، قَرَّرَ خَوْضَ الرِّهَان،
وَأَعْلَنَ بِدَايَةَ العِصْيَان.

صالح سعيد / تونس الخضراء
Reactions

تعليقات