القائمة الرئيسية

الصفحات


 أنا و البحر

محمد هالي

يؤنسني البحر،
صوت الموج يترنم كعاصفة هادئة،
رائحة السمك،
و نوارس الصباح تنشد الريح في الهواء..
صيادون يبتسمون لوحدهم،
تائهون في الماء،
يغرزون صنارات في انتظار حظ قادم،
الريح،
و البرد القارس،
لا تحلو السباحة الا بالمتمنيات..
رجل كالبجع يرتعد في الماء،
تمنيت لو كنت كذاك الرجل،
أتماثل مع ارتعاده،
أتقزز من لسع الماء،
حيص بيص التردد يقتلني.
كذاك الصياد أبتسم،
كذاك النورس ألهو،
أتذكر أيامي البالية،
أنا و البحر
نفترق،
و حين نلتقي
نتذكر هروب السمك،
انغلاق المعامل..
نشتم السبب،
و ننصت للموج،
البحر له الصوت المندفع،
لي الذكريات الباهتة،
و حزن الصيادين لا يفرقنا:
البحر يئن من هجر كائناته،
و أنا يوبخني الأنين ،
على ما تعطل عن العمل،
عما تبخرت شراعه،
عن هجرتي،
و خفوت البحر من طول الإنتظار،
حكايات تشبه هجر السندباد،
ترنمات تختلط ،
ما بين صوت النوارس،
و هيجان الموج..!
محمد هالي
متابعة / روضة الأدباء العرب
Reactions

تعليقات