القائمة الرئيسية

الصفحات


 السقوط من عل . . !

قصة
بقلم الكاتبة الروائية
أمل شيخموس // سوريا
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎¤ ▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كانت على وشك السقوط ! استنجدت
أختاه . . ! . . النجدة . . إني سأقع . . ! !
شبه دوار يتملكها في ذلك المكان العالي جالسة وحدها كل شيء يبدو صغيراً للغاية من موقعها المحيطات و الغابات تبدو كالبقع . . ! !
مضطربة الأنفاس قلبها متجمد و كأنَّ ضغطها على وشك الهبوط . . استنجدت بأختها و كأنَّها في عالمٍ آخر إذ جلست مخلفةً باب ذلك العالم وراءها ، يبدو أن هناك أناساً من خلف ذاك الباب المفتوح إضافة إلى أختها . . الأمر لا يحتمل التأجيل أو التباطؤ !
فلِمَ أختها لا تنجدها -- إذاً -- في الحال ؟ ! ! قلبها غدا صلباً كالجماد لم يعد بمقدوره الاحتمال إنها على وشك السقوط ولا من منجد في اللحظة ! ! سمعت همهمة أختها متساءلةً لم تستطع هي حتى الالتفات إليها بيد أنها ببصيرتها و قوة حدسها شعرت أن أختها مصفرة المحيا ، و من نبرة صوتها التي يشوبها الخوف تمتمت :
- نعم أختي ؟ !
أدركت أنها ترتجف ، كانت آنذاك في مرحلة بدء الإنزلاق ! ! قذفت على عجل الحقيبة التي يبدو أنها تحتوي على أشياء مهمة خلفها درءاً لفقدها ، ربما لتركز على ثباتها أيضاً في تلك اللحظة الحاسمة التي لا تحتمل التأجيل :
فإما أن تكون أو لا تكون . . ! !
و إما أن تحيا أو تموت . . ! !
صارخة بفزع :
- أنجد . . . يني ! !
أردفت على عجل
- فقدتُ التركيز إني أسقط . . إني أسقط . . ! !
مصفرة التصقت بها الأخت ، الأمر جاد للغاية ! لا مزاح فيه ! رغم تساؤلات الأخت الباطنية الكثيفة و السريعة التشكل مع الموقف ؟ ! لماذا أختي هنا ! ! لم تنبس لكن ذراعها ترتجف لا قوة فيها ! !
في مأزق حقيقي هي :



تصرخُ بها ! !
- أين قوتكِ ؟! أنا أحتاجها ؟ ! و بموجة من خيبة الأمل و الغضب من موقفها العسير صرخت :
- قوي ذاتكِ ؟!
مدت ذراعها " يد العون " إليها رغم الرعب المهيمن عليها . . ! ! للأسف مرتجفة ! لا يمكن الإعتماد عليها ، كان لا بد من السقوط ! ! و في أثناء الهبوط من عال إلى خفض وطنت العزم أن تتشبث بأي شيء ربما كان جذع شجرة يابسة أو ربما تتعلق بأذيال غيمة أو يكون سقوطاً رحيماً في أمواه عذبة غير مالحة ، و لا حيتان فيها لتبتلعها !؟
الحكمة لا تتوقع الكثير من المحيط ظناً منك أنهم سوف ينجدونك ، بل احترس منذ البداية لا تقامر ! ! بمواقف مبهمة ضبابية ، لا تنسف روحك إن لم تتيقن أنك في المكان الآمن السليم ، حتى لو كان معك جيش من الذين تثق بهم ، لربما في اللحظة الحاسمة غيروا وجهتهم أو فقدوا عزمهم خشية أن تجذبهم نحو ذاك القاع ! التخلي و الخذلان وارد ، إذاً كن على يقين إن لم تنتصر لذاتك لن يقوم بذلك أحد .
" الكف " المرتعشة هنا كانت ذات نية طيبة بيد أن الخوف تملكها من القيام بالفعل الجاد في اللحظة الحاسمة ربما لعدم ثقتها بقدرتها أو . . فقد كانت تحتاج القوة و سرعة البديهة و الحسم . . من الموت المحتم !
لكن رغم المأزق العسير عزمت الأخرى على عدم الإستسلام إثر قذف الحقيبة أولاً إلى بر الأمان خلفها نحو ذلك الباب المطل وكأنه على عالمٍ آخر لا يشبه المكان الذي كانت فيه جالسة و الأعظم أنها بعد فقدان فرصة إنقاذ الأخت لها ، تشبثت بالأمل :
- إنها ربما تصادف جذع شجرة ولو كان يابساً أو ذيل غيمة أو ربما يكون سقوطاً رحيماً في إحدى البحيرات العذبة لا المالحة !! عندما تكون الثقة نابعة من إيماننا بذواتنا و خالقنا ، فبالأمل ينقشع الغمام ، و يسود السلام . .
حقاً كانت لحظات لا تحتمل التأجيل
حتى في أثناء السقوط كانت تحلم بالنجاة . .
الكاتبة الروائية
أمل شيخموس
متابعة / روضة الادباء العرب
Reactions

تعليقات