القائمة الرئيسية

الصفحات

الردود الفاصلة على مَن قال بوجوب صلاة النافلة (2) - جمال الشرقاوي


 الردود الفاصلة على مَن قال بوجوب صلاة النافلة (2)

أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
الردود الفاصلة على مَن قال بوجوب صلاة النافلة
في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلية و دراسة فقهية نقدية مقارنة
بقلم الباحث : جمال الشرقاوي \
المقال (2)

الدليل الثالث
عدم وجوب صلاة الضحىَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ (وَفِيهِ أَبْوَابٌ) اثْنَا عَشَرَ: الْأَوَّلُ فِي )
بَيَانِ ( خَصَائِصِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) وَإِنَّمَا ذَكَرُوهَا هُنَا ؛ لِأَنَّهَا فِي النِّكَاحِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي غَيْرِهِ وَالصِّيغَةُ الْمَذْكُورَةُ مُشْعِرَةٌ بِذِكْرِ جَمِيعِ خَصَائِصِهِ إذْ الْجَمْعُ الْمُضَافُ لِمَعْرِفَةٍ مُسْتَغْرِقٌ وَلَيْسَ مُرَادًا لِمَا سَيَأْتِي ( وَهِيَ أَنْوَاعٌ أَرْبَعَةٌ : أَحَدُهَا الْوَاجِبَاتُ ) وَخَصَّ بِهَا لِزِيَادَةِ الزُّلْفَى وَالدَّرَجَاتِ فَلَنْ يَتَقَرَّبَ الْمُتَقَرِّبُونَ إلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ قَالَ فِي الرَّوْضَةِ .
قَالَ الْإِمَامُ : هُنَا قَالَ بَعْضُ عُلَمَائِنَا الْفَرِيضَةُ يَزِيدُ ثَوَابُهَا عَلَى ثَوَابِ النَّافِلَةِ أَيْ الْمُمَاثِلَةِ لَهَا بِسَبْعِينَ دَرَجَةً ( وَهِيَ الضُّحَى وَالْوِتْرُ وَالْأُضْحِيَّةَ ) لِخَبَرِ (( ثَلَاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ وَلَكُمْ تَطَوُّعٌ النَّحْرُ وَالْوِتْرُ وَرَكْعَتَا الضُّحَى )) رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَضَعَّفَهُ وَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْهِ أَقَلُّ الضُّحَى لَا أَكْثَرُهُ وَقِيَاسُهُ فِي الْوِتْرِ كَذَلِكَ وَاسْتَشْكَلَ وُجُوبَ الثَّلَاثَةِ عَلَيْهِ بِضَعْفِ الْخَبَرِ وَبِجَمْعِ الْعُلَمَاءِ بَيْنَ أَخْبَارِ الضُّحَى الْمُتَعَارِضَةِ فِي سُنِّيَّتِهَا بِأَنَّهُ كَانَ لَا يُدَاوِمُ عَلَيْهَا مَخَافَةَ أَنْ تُفْرَضَ عَلَى أُمَّتِهِ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا وَبِأَنَّهُ قَدْ صَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُوتِرُ عَلَى بَعِيرِهِ وَلَوْ كَانَ وَاجِبًا عَلَيْهِ لَامْتَنَعَ ذَلِكَ وَقَدْ يُجَابُ عَنْ الْأَوَّلِ بِاحْتِمَالِ أَنَّهُ اعْتَضَدَ بِغَيْرِهِ وَعَنْ الثَّانِي بِأَنَّ ‌صَلَاةَ ‌الضُّحَى ‌وَاجِبَةٌ عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَةِ وَعَنْ الثَّالِثِ بِاحْتِمَالِ أَنَّهُ صَلَّاهَا عَلَى الرَّاحِلَةِ وَهِيَ وَاقِفَةٌ عَلَى أَنَّ جَوَازَ أَدَائِهَا ]
( المصدر : كتاب : أسنىَ المطالب في شرح روض الطالب ــ للمؤلف : زكريا بن محمد الأنصاري ــ باب : النوع الأول من خصائص النبي الواجبات ـــ الجزء : 3 ــ الصفحة : 98 )
الشاهد الأول من الدليل الثالث
عدم وجوب صلاة الضحىَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ قَالَ الْإِمَامُ : هُنَا قَالَ بَعْضُ عُلَمَائِنَا الْفَرِيضَةُ يَزِيدُ ثَوَابُهَا عَلَى ثَوَابِ النَّافِلَةِ أَيْ الْمُمَاثِلَةِ لَهَا بِسَبْعِينَ دَرَجَةً ( وَهِيَ الضُّحَى وَالْوِتْرُ وَالْأُضْحِيَّةَ ]
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
و هنا فَرَّقَ العلماء بين الفريضة الواجبة مثل الصلاة
{ إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ‌ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ ١٤ }
[ طه \ 14 ]
الشاهد هنا
{ وَأَقِمِ ‌ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ }
و المقصود بإقامة الصلاة ــ المداومَة و هو ما نستبط منه كدارسين للشريعة الإسلامية ( الوجوب )

و بين النافلة و هى الضحى و الوتر و الأضحية و كذلك قيام الليل
{ إِنَّ رَبَّكَ يَعۡلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدۡنَىٰ مِن ‌ثُلُثَيِ ٱلَّيۡلِ وَنِصۡفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحۡصُوهُ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ وَءَاخَرُونَ يَضۡرِبُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَبۡتَغُونَ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗاۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمُۢ ٢٠ }
[ المزمل \ 20 ]
الشاهد هنا
{ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلۡقُرۡءَان }
و المقصود من هذا الشاهد هو عدم فرضية قيام الليل و الأمر بأن يأتوا بأقل شيء من قيام الليل لأنه ليس مفروضاً و لو كان مفروضاً فلابد من قيام الليل كله و و هذه صلاة و مع وجوب الصلاة المفروضة على المسلمين إلا أن صلاة الليل غير مفروضة فلماذا تفرض و تكون واجبة على النبي صلى الله عليه و سلم دون غيره من أمته ؟! هل لكي يستأثر بالخير كله وحده و الثواب كله وحده دون أمته ؟! هذا غير معقول و الدليل على صحة استنتاجنا و استنباطنا أن الله تعالى قد غفر للرسول صلى الله عليه و سلم ما تقدم من ذنبه و ما تأخر , فلماذا يُشقيه بزيادة العبادات و التكاليف و الأوامر و النواهي التي تثقل كاهل الإنسان و خاصة و أن الرسول صلى الله عليه و سلم جاء رحمة مهداة و جاء بشرع يخفف على الأمة الإسلامية ,
{ إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا ١ لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ ‌مَا ‌تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا ٢ وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصۡرًا عَزِيزًا ٣ }
[ الفتح \ 1 \ 2 \ 3 \ ]
الشاهد الأول
{ إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا }
الشاهد الثاني
{ لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ ‌مَا ‌تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ }
الشاهد الثالث
{ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡك }
الشاهد الرابع
{ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا }
الشاهد الخامس
{ وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصۡرًا عَزِيزً }
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
كما نرى في الأيات القرآنية الكريمة .. أنها كلها هِبَات من الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه و سلم .. فلماذا يشقيه و يرهق بكاهله بزيادة الأعباء و العبادات
و قد قال الله تعالى
{ مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ ٢ }
[ طه \ 2 ]
و الشاهد هنا
{ لِتَشۡقَىٰٓ }
و كذلك قال الله تعالى في التحفيف على النبي صلى الله عليه و سلم و هذه الأمة الإسلامية
{ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا ‌تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِين مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢٨٦ }
[ البقرة \ 286 ]
الشاهد الأول
{ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا }
الشاهد الثاني
{ رَبَّنَا وَلَا ‌تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِين مِن قَبۡلِنَاۚ }
الشاهد الثالث
{ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا }

أي أن العلماء و الفقهاء عَدُّوا الضحىَ من النافلة و هى في أصلها ( صلاة ) و الصلاة مفروضة على الأمة الإسلامية و لو ثبَتت فرضيتها للنبي صلى الله عليه و سلم , لكانت مفروضة على الأمة الإسلامية و المشهور أنها نافلة و ليست فريضة و هذا هو المشهور في عُرف الأمة الإسلامية و لا يُعْتَدُ بخلاف مَن يقول أنها فريضة فهو اجتهاد لا يثبَت أمام الحقيقة الشهيرة و هى عدم فرضيتها
الشاهد الثاني من الدليل الثالث
عدم وجوب صلاة الضحىَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ (( ثَلَاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ وَلَكُمْ تَطَوُّعٌ النَّحْرُ وَالْوِتْرُ وَرَكْعَتَا الضُّحَى )) ]
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
هذا الخبر , رواه الإمام البيهقي و قال عنه أنه ضعيف , و في الشريعة الإسلامية , لا يؤخذ حكم فقهي معمولاً به للأمة الإسلامية من حديث ضعيف , إلَّا إذا كان لا يوجد مثله في هذا الباب , و لكن الأمر مختلف في ( صلاة الضحىَ ) فالصلاة المفروضة للأوقات الخمس على الأمة الإسلامية تكفي في باب الوجوب للتقرب لله تعالى
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم

الشاهد الثالث من الدليل الثالث
عدم وجوب فرضية صلاة الضحىَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ وَبِجَمْعِ الْعُلَمَاءِ بَيْنَ أَخْبَارِ الضُّحَى الْمُتَعَارِضَةِ فِي سُنِّيَّتِهَا بِأَنَّهُ كَانَ لَا يُدَاوِمُ عَلَيْهَا مَخَافَةَ أَنْ تُفْرَضَ عَلَى أُمَّتِهِ فَيَعْجِزُوا عَنْهَا ]
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
و لو كانت واجبة لكانت مشهورة و معروفة لَدَىَ جميع الناس و لكن الإختلاف فيها أكبر دليل على عدم وجوبها , و المشهور أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان لا يداوم عليها مخافة أن تُفرض على الأمة الإسلامية فيعجزوا عن أدائها , و هذا دليل على أنها ليست خاصة له و لو احتج أحد الباحثين بأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يصوم و لا يفطر , فالجواب عندي من وجهين ... ( الوجه الأول ) أن فرضية الصيام نفسها ( واجب مُوَسَّعُ فيه ) بمعنى أن الذي لا يستطيع الصيام له القضاء و له الكفارة و لو كان مريضاً مزمناً و لا يستطيع دفع الكفارة سقط عنه فرض الصيام نهائياً , بعكس الصلاة ليس فيها أي إرهاق مادي للمسلم و ربما فيها بعض الإرهاق البدني للمرضىَ و هنا الرخصة من الله تعالى و من الرسول صلى الله عليه و سلم أن يصلي قائماً او قاعداً أو نائماً أو بعنيه و بالإشارة دون أي شيء في حالة العجز الشديد و المرض العضال , و لذلك أن صلاة الضحى واجبة في حق الرسول صلى الله عليه و سلم فقط دون أمته الإسلامية هو قول مرجوح بالدليل الذي نقيمه في كل سطر من سطورنا
و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم


القاهرة \ نوفمبر \ الإثنين 1 \ 11 \ 2021 م
متابعة / روضة الأدباء العرب
Reactions

تعليقات