في غفلةٍ من الساعــات..
ليتَ النومَ 
يزورُ الزمنَ و الأوقــات 
و يكحِّل عيونَها 
بالأحلامِ و الأمنيــات 
لتغفوَ الساعاتُ 
لساعـــات 
و يقفَ الزمنُ 
و لو للحظــات
فأقيمُ أنا في غيابِها  
حفـــلات                 
أشهدُها فقط 
أنا و أنتَ و كلمــات  
نتبادلُ البسماتِ 
و الهمســـات 
نتمايلُ ، نرقصُ 
و ننسَى الآهــات 
نُشبِعُ القدرَ 
ذُلاً و إهانــــات
نتناسَى الدهرَ 
و ما أهدانا من مأسـاة  
لِنتزهدْ 
لِنُصيِّرْ الألمَ أملاً
و تأمُّـلات
كحكيمةٍ و فيلسوفٍ 
جمعتهما إحدى اللقـاءات 
كجنيةٍ هنا 
تؤمنُ بالمُعجِــــزات 
كمعتكفٍ في المحراب 
يتهيأُ للصــلاة 
أحضنُكَ أنا 
ككتابِ قرآنٍ يضمُّ آيـات  
و تقبِّلُ أنتَ رأسي 
كأنني سيدةُ الحيـاة 
الورودُ الزرقاءُ 
في شعري خجـولات  
فأتلعثمُ أنا 
و ترتبكُ الخُطـــوات  
لنرتبكْ 
ما بالُنا نحنُ 
و إتقان الرقصـات 
لنرقصْ بهدوءٍ
بل بجنونِ الحانـات  
قدْ نستضيف معنا 
لحـناً عذباً و آلات 
لِمَ لا؟! 
ناياً و عوداً و كمنجـــات  
و عازفينَ صمٌّ بكمٌ 
و عيونٌ مظلِمــات  
و نلوِّنُ الهواءَ 
بشذا الرُّومــــيات
المائدةُ عروسٌ 
بشراشفَ مطـرَّزات 
من أعصابِي 
و شرايِينِكَ المُمزقـات 
و الأكلُ عليها 
هنديُّ البَهـــارات  
لنشرَبْ كأساً أو كأسين 
من أشواقِ الذكريـات 
و نسدِلْ ستائرَ الحنينِ 
خشيةَ الوُشــاة 
بعيداً 
بعيداً عن السُّمار 
و الخائنــات                  
عن جنودِ الدُّجـى
حراسِ القلـوبِ 
و أعداءِ الدقـات 
لا نورَ يكشِفُنا 
غيرَ القمرَ 
و بضعَ شمعـات..  
أ تراهُ القمرُ يخونُ 
و يَشي بنا للساعـات   
فهو خادمُها 
و ذاك حالُ النجمـــات 
أم تُراها شموعُ الصبِّ
تنطفئ 
فنعودُ من النور
إلى الظلمـات  
و كأنّ سلامَ القلـوبِ 
لم يزُرنا منذُ لحظـات  
و يحكُمُ البينُ بيننا
كعادتهِ
دونَ سماعِ الشهـادات 
الإعدامُ شوقــاً 
جزاءَ التمردِ و الثـورات.. 
بربكَ ، دعْــنا 
دعْنا من الترهـات 
لَكَمْ تنْسُجُ من خيالِكَ 
حِكايـــات 
تحررْ 
تحررْ يا هوى منَ الهَلوسـات 
فقد شَقينا فيها 
و سنَشقى للممـات  
لنخنِ القدرَ 
و نحرقْهُ بشُعـــلات  
شُعلاتِ لقائِنا 
غصباً عنه و عنِ الساعـات 
هذا ميعادُنا
هذه أبهى الأُمسيـات  
رجائي
لا تدنِّسه بالتنبُّـــؤات 
لا تشوِّههُ بالحِسابـات  
و المُعادلات 
دعْ عنك النُّواحَ 
و التأوهَ كالأرمـلات 
و إن حالَ الدمعُ بيننـا 
و لا مناصَ من البُكائيـات  
لينهمرْ قصائدَ 
بدلَ الشَّجنِ و العبـرات.. 
لِنتشـردْ ، لِنتمـردْ  
لِنشْربْ إكسيرَ الحيـاة  
لنقلبِ الموازينَ 
الغزلَ بدلَ المَرثيـات  
كفانا وِحدةً و توحُّداً 
و لتتحدِ النبضـات  
لنتفاعلْ 
لننصهرْ كحالِ الهَباءات
ماذا!! 
أليست تلـكَ 
طقوسُ الصّبـابةِ 
و العِبـادات  
أليست خشوعـاً 
و بضعَ قبــلات  
و إن سهوْنا 
فاللَّهُ شرَّع للسهوِ سَجـدات  
لِنخلقْ نحنُ فَتـاوَى 
لنشرِّعْ الخطيـئات  
لِنكنْ مارقينَ عنِ القـانونِ 
لنكنْ نحنُ الثَّغـرات  
لِنسْرقْ ميعـادَنا 
بمباركةِ السمـاوات 
فعشقُنا طـاهرٌ 
لا يحرِّمهُ ربُّ العدلِ
و المسـاواة  
سينقشُهُ الشــوقُ 
كتاباً مقدسـاً من أجودِ 
الصفحـــات  
نختِمُهُ نحنُ 
و نُمررهُ وصيةً للعاشقين 
و العاشقــات.. 
أخبرني.. 
أ لقاؤنا هذا خيـالٌ 
هذيانٌ أم هَلوسـات 
لَمْ أعد أعي 
ما الحقيـقةُ 
ما الوهمُ 
ما الاِلتباسـات 
أ لقاؤنا حــقاً 
سرابُ القوافـلِ 
العطشى المحرومـات   
ما الضمــانُ 
ما بوصلةُ التحركـات  
بلْهـــاء!! 
متى كان للعشقِ ضمانـات  
ربما تستفيـقُ 
من غفوتِها الساعـات 
و نعــودُ 
أنتِ بمنـفى 
و أنا إلى ترابِ الأمـوات..
(كُتبت قبل العام و نصف العام..)  جيهـان بوخضرة -تــونس

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقا يدل على انطباعك ورأيك بالموضوع