القائمة الرئيسية

الصفحات


نوافذ بلا جدران

لاَ أَسْتطيع أَنْ أَحْتفظ بالأَرض جَافّة
لكُلّ الفُصُول
و أَحْفر حُفْرة مُلاَئمة فِي وَجْهي
الكَثِير مِن الفَسَائل لَا أَجِد لهَا مَكَانا فِي قَلْبي
فَتَموت
القَصِيدَة مِثْلي لَا تُحِبّ المَوَاعيد الكَاذِبة
تَحْتاج للمَطَر و للشَّمْس و للصِّدْق لتَنْمو
البُكَاء أَكْثر رَجُل يَخْلص فِي مَوَاعِيده مِنْ بَيْن أَصْدقائي
حَتّى وَ ان تَأَخّرْت، يَنْتَظرني
يَشُمّ رَائِحة التُّرَاب العَالِقة فِي يَدي
و لاَ يَقُول شَيْئا
أَقُول لَه الغُصْن يَخْضَرّ مِنْ حَيْث يَنْكَسر
يَرَاني كَيْف أَنْكسر مِرَارا
لاَ يَقُول شَيْئا !
و لاَ أَعْلم أَيْضا لِم لَا أَخْضرّ !!
رَمَيْت أَكْدَاسا مِن الحَصى وَرَائي
كَانَت نَابتة في صَدْري
تَرَكْت صَخْرة لم أَفْلح فِي اقْتِلاَعها
الصَّخْرة وَحْدها لَا يُمْكن أَن تَبْني جَدَارا
اذَنْ كَيْف أَصْبَحت حَبِيسَة الحُزْن ؟
تَبْتَسم لِي الأَشْجار الكَثِيفَة المُتَدلِّية أَغْصانها عَلى فَنَاء بَيْتي
لاَ أَهْتم لأَوْراقها التِّي تَتسَاقط ليْلا تَحْت شُرْفة نَافذتِي....
رَأيْت مَنْ يُلمْلم الأَوْراق وَ يُعيدُها للشَّجَرة فَتُثْمِر
أَنَا لا أَسْتطِيع أَنْ أوزّع مَشَاعري
لذَلكَ أَتْرُك الأَوْراق للرِّيح
قَدْ ابْتسِم
للوَقْت ....حَتّى لاَ أَجْعَله عَابِسا
للمِرْآة .....حَتّى تَنْظُر لِي بِرَأْفة
للجُدْران .... حَتّى لاَ تَضْغَط عَلي
لابْتِسامَتي عَضَلات مَرِنة
لكِنّني لسْت عَاطِفيّة بِما يَكْفي لتُمْسك يَدي باللُّغة
جِهازي العَصَبي مُتصَلّب لكنّه لَمْ يَجْعلني عَقْلانيّة بمَا يَكْفي لأَتخَلّى عَنْها أيْضا
أَفْتح الأَبْواب التّي عَلى طَاوِلتي
أَتفَقّد ذَاكرتي المُقْعدة
أَشْعر بالضِّيق أُعِيد غَلْقها
أُطِلّ من وَراء النَّافِذة
أَسْمع صَوْتا
أَظنُّه" قهقهة العالَم "
العَالَم الذّي أُخْلص لَه و لاَ يَرَاني
العالَم الذّي يَعْرف تَماما مَتى يَتصنَّع حُزْنه و يَتخَلّى عَنْ شَرَفه
أَرَى نَوافذ الجِيرَان
تُغَطّيها أَكْوام مِن الأَزْهار
كُنّا أَطْفالا نَقِف أَمَام النَّوافِذ مَعا
يُحَاصرنا الصَبَّار فَنتسَاءل
كَيْف تَحَوّل الصَبّار الى مَجَازات
أَتَذَكّر مَا قَالتْه لي جَارتي
"تِلْك النَّوافذ أَعْرفها
جَمِيعُها بِلاَ جُدْران "
نَافذتي كَبيرة جِدّا صَنعْتها وَحْدي
مِنْ زُجَاج قَلْبي
لَوْ لَمْ أَضَع أَمَامها سِيَاجا لَكَانَتْ خَزَائني الآن مَلِيئة بالقَصَائد

هدى القاتي _23/1/2021
متابعة : سهام بن حمودة
Reactions

تعليقات