القائمة الرئيسية

الصفحات


 هل سنتغيّر؟

ستبزغ شمس سنة جديدة وتأفل شمس سنة ستمضي بما حملته إلينا وبما فعلناه نحن، فماذا ننتظر من هذه السنة القادمة؟مضت سنة على انقاض سنة خلت من قبلها والّتي بدورها كانت على انقاض أخرى وكلّ سنة هي عبارة عن درس وجب أن نتعلّم منه الكثير. السّنة الّتي على أبواب الخروج كانت هي أيضا درسا والمفروض أنّنا استوعبناه واتخذنا من التّدابير ما يجعلنا قادرين على مواجهة سنة قد تكون مثيلة لها. كانت درسا لأنّنا احتفلنا بقدومها كلّ على طريقته. وفرحنا بمضيّ سنة قبلها كانت صعبة بكلّ المقاييس. احتفلنا بهذه السنة ورجونا أو تمنّينا أن نتخلّص من همومنا ومن تشرّدنا ومن اختلافاتنا حول قشّة أوحول تفاهات. فنحن اختلفنا حول " موسى الحاج او الحاج موسى " وجعلناها أولويّة وصار كلّ منّا ينتصر لما قد قال في هذه التّفاهة ويجمع حولها النّاس ثمّ يعدّ العدّة ليناظر غيره . في هذه السّنة بدونا بدائيّين همج عندما احتاجتنا محنة المرض والفقر ووقفنا مكتوفي الأيدي ننتظر حسنة من غيرنا في حين كانت لدينا إمكانيات بشريّة متاحة ولم نستغلّها على الوجه الصّحيح أو قل لم نسمح لها بإظهار قدراتها. لقد تركنا ما يجمعنا وهو البلد ومحنه ورحنا ننبش في المهملات والنّفايات فنجعلها قضيّة وطنيّة تستوجب الوقوف عندها والتّخطيط لتناولها بحزم حتّى أنّ البعض فهم أنّ القمامة تخدم الوطن فاستوردها وبكميّات كبيرة علّها تفي بالحاجة المطلوبة. في هذه السّنة اكتشفنا مواهب في السّباب والعراك والمناقشة بقبضة اليدين لا بلغة اللّسان والشفتين. وأكثر من ذلك فقد بعثنا بتوحيهات للنّاس نعلّمهم كيف نكره البلد وأهله وكيف يجب أن نفتكّ ما لنا وما لغيرنا وأن نتصارع من أجل ذلك. وفي هذه السنة أيضا صيغت قوانين على مقاس أناس دون سواها ولم يظفر البقيّة إلاّ بالفتاة ممّا لا يسمح لهم بتغيير واقعهم وممّا لن يسمح بتغيير واقع البلد وما تعانيه. وفي المقابل، هل تقدّمنا أو هل سنتقدّم ؟ هل حاز النّاس في بلدنا على ما يجعلهم مستقرّين ومطمئنّين؟ هل عدل شبابنا عن فكرة الهروب من البلد؟ هل هناك بشائر حقيقيّة تعلمنا أنّنا اسنوعبنا الدّرس وأنّنا اهتدينا إلى حلول نابعة من طبيعة مشاكلنا؟ هل سنتغيّر نحو الأفضل واضعين صوب أعيننا تطوير البلد وجعل النّاس يستغلّون الإمكانيّات المتاحة فيه للحيلولة دون الرّجوع إلى الماضي؟
رشدي الخميري/ جندوبة / تونس
Reactions

تعليقات