القائمة الرئيسية

الصفحات


 من مخطوط روايتي (ندوب خلفيّة)


انبثاقة حياة ...من رحم نفخت في عروقه حماسة امرأة ،
تتوانى اللّحظات لتطويق زمنها المنبلج من تلك الصّراعات التي خاضتها لتلبيّ رغبته في احتوائها ،كانت تتمثّل عالمها في رصانة ،درايتها بنفسها تدعمها، امتلاء يشملها ويضفي بعليائه عليها ،تفنّنت في تعزيز الذّات والنّهل من متاع الأنا ،حضر الغائب واسترق ما في الرّوح من رواسب ،تلك الرّاغبة في التّنصل من تقوقعها الزائد في مطبّات الالتزامات ،علّه القدر أرساه في بريق لجينها الأصيل تراها ترضى به عنوة عنها ،رغما عن أنفتها ،ترغبه لرغبته فيها المزهوّة بالافتتان بها، لتنتهي عنده مثقلة به وماثلة لقدرها معه ، ماالذّي أوقعها في تلك البراري المسكونة بمارد تطفّل على كيانها ليسري فيها في غوغاء ؟ما الذّي دفعها إلى عالم خالته سحريّا ملهما ؟فانتفضت من طلاسمه مذعورة؟ هي تبتعد شأوا ويأخذ منها الشّوق أشواط خراب ...والمارد الغريب يشبع نهمه من تخبّطها بين التّماهي والنّفور ، لفحت بطيبها ذكورته ،تراه يستطرد مغازلتها بين سجلاّته الحبيسة ،لا لغو بينهما الا تراتيل سخيمة أمطرها بها وهو يرشف نشوانا من رحيقها المشبع بكيانها ، وما بين الاستطراد والقطيعة زيف هيام دون انتظارات، أباحها واستنكر جدلها حوله ،استفهامات غيّبها ليستطعم تملّكه لها ، سفسطة إقناع بالعهد المبين ، نازلها في رقعة شطرنج يطيح بها ،ليستفرد بها ،ومابين السقوط والاستقامة تفنّن مماطلة واستدراج افتتان
يتلبّسها الرهاب من تلك التعاويذ الغادرة ... حب مشحون بالهوس،الغيرة ،ووو..نفذ الصبر منها واستمسكت بزمام وضوحها لمغالبة تستّره المحنّك ، رجّحت كفة البصيرة على الوهن ...طفح كيله ورزخ به في درك أسفل لا ينفع لكبريائها أن تزدان به ، زفرت أنفاسه التي بثها فيها دون رجعة ،نازلت وعوده المتخبّطة بين وجوب مالا يلزم و الجمع بين ما تنافر من مقايضات البقاء ، ارتدّت عن خياراته المشروطة بالمتناقضات ،فشتان بين الوصل والتمنّع،الشغور والامتلاء .. لم تعهد عن نفسها غير صلابة الشكيمة والوضوح ،سئمت مغالطات تمسكه بها ومشاحناته المتطفلة على كيانها ، كابدت ندوبه الخلفيّة حتى اندملت وسامت الجلاء من اجتياحه لها، أدخلته مملكتها في عسر وأخرجته في يسر ، ومابين العسر واليسر مداراة لسوأة المزعوم وانبثاقة حياة استأنست بأنفاسها المستردّة......

لمياء بولعراس 
Reactions

تعليقات