القائمة الرئيسية

الصفحات

فرسٌ و نبتةٌ و كتابٌ - فاطمة محمود سعدالله


 فرسٌ و نبتةٌ و كتابٌ

1
قبل الرحيل
أودعني جلجامش"عشبة"
تهدر الحياة من فيها شلالا أخضر
وقال:
لا تسمحي للأفاعي بالحياة
وامتطى كائنا أخضر
بلا قوائم
بلا أجنحة
ويحسن السباحة في لجج المجهول.
اتحدا..
تحولا غبارا فضيايسابق التاريخ.
بين كفّيٌ عشبةٌ وليدةٌ
تنظر إليّ كأنها تألفني
منذ البدء...
بومضة من طرفها تحول كفّايَ مرجا
ترتع في أرجائه خراف مقدسة
يشقه نهر الخلود نصفين
على الضفة اليمنى مضمار لخيول مجنحة
وعند اليسرى شجرة
ترِدُ النبع في اليوم مرتين
وفي دلوها
لغة
ومعجم
و...حروف.
2
تتقدم مهرةٌ غيداء
بخطى واثقة
تسألني:
أينه؟
لماذا تأخر ؟
إشارة السباق تكاد ترفع.
من بعيد...
كان السرج المُطَهَّم يرسل البريق
من بعيد كانت الحَمْحَماتُ تعلن البداية
غير أن ...
"حصان طروادة" جريح
كان السور عاليا عندما غامر بالقفز.
من يجرؤ على المدن المحصنة؟
"رصاصة رحمة" لمعت ...
زادت حَمْحَماتُ الجريح...
3
ارتعشت نباتاتُ المرج فَرَقا.
ركضت الخراف لْ كانت ترعى آمنة
وقد سلخ الرعبُ جلودها
سالت دموعُ النهر على ضفتيه..
أغرقت الزرع
والينع
وانجرف التراب..
تذكرتُ الكتابَ..
بين دفّتَيْه دسست الأمانة..
كانت الوديعةُ تنام بهدوء منذ ألف ..وألف
وربما ألف أخرى
وألف...
اتسعت حدقتايَ
عشبة واحدة .كيف تناسلت؟
متى توالدت؟
نباتات ضوئية تعشي الأبصار..
أشجار تصطف بين الصفحات..
مثقلة أغصانها
زاهية ألوانها
ثمارها كلمات حان قطافها
تستر عورتها أوراق مقدسة...
تهزج معًا..
ح
ي
ا
ة
ح
ي
ا
ة
ح+ ي + ا + ة
"إذا الشعب يوما أراد الحياة...."#
# صدر بيت للشاعر أبي القاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر.
فاطمة محمود سعدالله./ تونس27/4/2020
Reactions

تعليقات