القائمة الرئيسية

الصفحات


 زبيدة 6

امرأة نحيلة وطويلة ،سمراء تعرّفت على قدّور في بئر القصعة. يشتري من عندها رزم باكوات الكاغط التي تقوم بصنعها من الأكياس الورقية للعلف يقتبيها منهالفائدة عرفو هباط بالمرشي الذي يبيعها بدوره لتجّار الخضر والغلال. الذين يأتون من مختلف ولايات الجمهورية لسوق الجملة بئر القصعة. فيتبضعون منه ويتلاعبون في الكيتونس ليرفعوا في الأسعار حين يعودون لجيهاتهم .
كانت حبيبة بارعة في صنع الباكوات الورقية مع حماتها في بيت زوجها شُهر لفرك ولد حموده
الذي لم يكن بارعا إلا في احتساء الكوكا المخلوطة بـالكحول والسّهر مع أصحاب السّوء الى الفجر في الطريق المحاذية للـسّبخة حيث تنبعث روائح الغرمْ والزّبلة .
يعود مترنحا الى أمه وزوجته إن استطاع . أو يجرّه بعض أولاد الأجوار حين يجدونه يفترش الأرض ومازال يتنفس وقد تعفّر طينا وترابا وغيره.
لكن حبيبة لم تستطع العيش معه ومع حماتها. فآثرت الهروب بجلدها وقد رفعت قضية ضده.قضية في النّفقة تنازلت عنها مقابل الطلاق بالتراضي بينها و الأفرك .
لتجد نفسها في أحضان قدّور فمنذ أن تزوّجته وهي تنعم بالهناء حيث أراحها من التّسوق وعناء بئر القصعة.
لكنّها لم تستطع ادخال السّرور عليه حيث لم تستطع انجاب طفل أو حتى طفلة لتكتمل سعادتهما. وقد أعياها التّداوي في أكبر مستشفيات العاصمة الخاصّة بطب النّساء وسيلة بورقيبة. لكن الحظ لم يكن الى جانبها.أحسّ بها قدّور وتوجّع كثيرا وحزن لحزنها دون أن يشعرها بذلك.
كان متردّدا في أن يقترح عليها اقتراحه ويخشى أن ترفضه الى أن فاتحته بنفسها في ساعة ودّ قائلة :"قدّور... يلزمك تجيب زبيدة تعيش معانا ماعادش انّجم نعيش وحدي"
سكت قدّور ولم يجبها،بعد أن تبسّم في وجهها، فذلك مناه. ولكن، كيف السّبيل أن يقتلعها من حُضن جدّتها وجدّها؟
لكنّ رسوب زبيدة في السّيزيام سهّل عليه الأمر. يتبع
نصر العماري
Reactions

تعليقات