القائمة الرئيسية

الصفحات


على عتبات الخريف قصة عشق ضاربة في أعماقي ترسلني الى طفولتي الأولى ، الى تراتيل القرآن تصدح من الكتاب في صبر وأناة ، الى جدران لا تزال تحتفظ بصوتي الرقيق بين أركانها في زحمة الأصوات الطفولية الصغيرة وهي تردد في حماس ما تيسر من ذكر حكيم .. لا يزال صدى الصوت محفورا في ذاكرتي ينساب من شقوقها عذبا صافيا ..

على عتبات الخريف ذكرى تعيدني الى مدرستي ،
الى كتبي المنسية ،الى دفاتري القديمة ، الى الفصل
إلى الساحة الفسيحة ،الى مقاعد خشبية مهترئة ،
الى معلمي ،الى معلمتي ، الى رفاق الدرب يتلقون
قبسا من نور علم ومعرفة ..

على عتبات الخريف غيم مثقل بقطرات الندى الكثيفة رطوبة شفـيفة ، صباحات ندية ومساءات لها في الفم أكثر من مذاق ...على عتبات الخريف ولدت أحلامي واشراقات نفسي ومعه نمت أماني مدفوعة بنداء خفي للحياة يدعوني الى تلمس سبيل العلم، فالعمل بحثا عن مراقي أخرى للروح ...

و ها هو الخريف يعود اليوم عودته الفلكية المعتادة وقد أنضجتنا الأيام والسنوات فأصبح خريفنا "حكيما " منه نتزود برؤية للحياة أكثر توازنا وأبعد مدى أصبح خريفنا اعترافا بدورة الأيام في فلك الزمان
.اصبح نقشا اضافيا على جبين أعمارنا يذكرنا بان الحياة كلها مد وجزر وفرح وحزن وحلو ومر ولقاء ففراق ..على أبوابه تولد مواسم الفرح الخفي نراها في وجوه ابنائنا يقبلون على رحلة الكدح والجهد، فتعود اشراقات الروح الى منابتها وكأننا ملكنا المدى والأفق البعيد ..

الخريف على الأبواب فافتحوا منافذ الروح واستقبلوا رسائل الأمل المرسلة من السّماء ذاك وعد السّماء مادام للروح مرافئ بعيدة تشتاق اليها....

كلثوم منصوري
متابعة / سهام بن حمودة

 

Reactions

تعليقات