القائمة الرئيسية

الصفحات


كتابة على جدار مالح (3 )
.................................

كل أولئك القوادين و أباطرة الخطابات السحرية
هم نمل همجيٌّ ..
يشيدون سدود الجص قبل خسوف الماء لئلا نشاهد ذاك الاستفزاز التلقائي ..
فتسيل تلك المعاول المنصاعة لأصابع حصاديها حبراً واسئلةً .

منذ عام قبل الهجرة
على أفواه العشب المحنط تلقائيا
قدت من أوراق التوت شركاً للناي
إن هي رقصت غزلان الماء
قد تصلب تلك المرايا الكاشفة لعورات اللحن
من خصر الماء إلى خصر الناي .

شركٌ بالألوان فوق السد إن هو الشجر سأل: كيف جئتُ بهذا الحطب ؟
سيُجلَد الغصنُ بماء مالح
شركٌ رمادي ليحرس السذج أكشاك جماجمنا ..

إني محاصر...
إني أتنفس الآن نبضاً أقل
هاقد تعلمت كيف أنظر خلفي...
ها أنا الآن أراقبني..
نصف خطأٍ قد يفقس ذاك الخلزون بيضاً أكثر في حنجرتي

ستصقلني في العمق أحاديث البئر
سأبقى في القعر كفراخ البط
سيمد لي القبر يده
سيعوي فوق جمجمتي ذئبٌ
ذاك الشيخ (العالم) بالأشياء
سيرمي لي في الماء طلسمَ سحر
سأصعد بخمول البرك الراكدة
سينحني لساني من فرط العبء
سيفوز بدمي ذاك الشيخ الذئب
أنا طفلٌ ..
ولي أطفال لم تنضج جماجمهم بعد
لم يسألوا جدي عن كدماته القديمة ......
وقيام الليل ....
وذبح الشاة .......
لم يسألوا جدتي
عن رعشة زغب الأجساد..
وسفر الخد الخجول لمواسم العشاق
عن التنورة القصيرة
وفتاة الكعب العالي ولون الماجينتي ..
لم يشتروا بعد تفاحاً وموزاً وأحمر الشفاه
لفتاة تعج شفتاها بالفقد
حين يبلل الحلم وسائد نهديها
ستنجب في السر طفلاً لا يشبهنا

أمشي على خطا قبيلة لم تترك لي فوق الأرض إلا تلك الأسماء المربكة والصور المركبة
عن تلك القصائد التي تعود محملةً بالنساء والجواهر والنبيذ
عن فحولة يوم الخميس وبطون المندي
عن العناكب
والحمامات
وعن التيمم..
و النوق وظمأ الارض وصلاة الاستسقاء
ولاءاتٌ كثيرة كحبات القمح اللامكشوفة للحصادين والنمل الهمجي
فوق ذاك السد المطلي بالجص .
قال ذاك الشيخ " العالمُ " بالأشياء :
إن النظر الى القمر في سنٍّ مبكرةٍ قد يصيب عينيك بالعمى .

أمشي كأنني ظبي ولد من قشٍّ يربكه حديث الريح لأغصان التوت ..
لماذا ورق التوت ؟!
هل كانت عوراتنا بحجم الحنطة أم شجر الكينا تحرسه امرأة منجسة الضفيرة والنهدين ؟

أسحب ممراً مؤلماً من ذاكرتي وأمرّ ...
فأنا كأطفالي على كراسي الألوان
نسرق لون الماجنتي خلسةً .

# آل عمار
متابعة / سهام بن حمودة

 

Reactions

تعليقات