القائمة الرئيسية

الصفحات


الجزء الأخير...
كتابة على جدار مالح.(10 )

...................................

يا كائني المتراكم ، يا طفلي المكتمل ، يا أنا/مرشدي:
من ذا الذي شيّد في جسدي شارعاً برصيف واحدٍ
و أشعل النار في الركن ؟

من أوحى للناقة أن كُلي مئة جثة وخبئي وجهك غرب الخيمة وانتظري سبات النخل ....
وارحلي مجدولة القدمين ، إنا لك لحافظون ؟

منذ ألف عامٍ وجسدي يمارس فوضى السباحة
يا قدري :ها قد وجدتها نائمة في دمي
لم أكن متورطاً في ذاك اللحم الذي أنجب رعاة مخلصين للذئب
لكنني أعترف أنني رقصت مرة واحدة في الظل
وكتبت أيضاً مرة واحدة في الظل
وحين اكتملت أصابعي
سحبت أسمائي
الجديدة من ذاك الأفقْ.

يا كائني المتراكَم يا طفلي المكتمل يا أنا/مرشدي
ها قد بلّغتُ
ان اختلفوا في حياكة صخرة يشقها الماء من النصف ..
فليذبحوا لهم العجل لئلا يصعد كبيرهم الجبل
فيأذن لهم بالخراب
سيبول عليهم البيتُ غداً من ثقب الباب
سيصابون بالجنون
ستفتَح لهم شبابيك الهلوسةِ
سينجو فقط من كان نقي التراب والجسدِ

من جاء بالغول إلى قريتي
ليولد الأطفال بعاهة القلق ؟!

كتبت في كل شيءٍ
قبل ولادة الجدار المالح
وتلك الصور مقطوعة الخطا التي ترسمها المسافات بركاً قريبة لأسهو قليلاً عن وجع خطوةٍ يشدها الرماد الى الرماد
فهل ياترى سأرقص كما الأجراس في العاصفة ؟!

أنا سيد احتمالاتي..
...سأترجل قلقي...سأنجو من الضربة في اللحظة الحاسمهْ
لي سبعُ غزلان على ظهري وسائدَ فكرةٍ تنمو على مهلها

ثلاثون غربةً وغياب
جالساً على جلده
يدرب حبة طين فنٌ الطيران
ويكتب لعاشقة على أوردة الكلام....
رسائل أطال الغياب عمرها
هو الجوع سيأكل حصة
التعب سيستريح على ظهرها
الريح أيضا سترتدي نصفها
وتبقى أجزاءٌ من جملتين تحط على كفها : مشتاق جداً يا وطنْ

يا شعري الجميل يا كائني المتراكم يا طفلي المكتمل يا أنا/مرشدي....

أشعل لي لفافة ذاكرتي واترك فتحة في فمي سارسم لك صور العائدين من حطام العشق ..
هم أنفسهم : الرعاة والذئب
هم أنفسهم : من علموا القلوب البريئة وأد أجنة العشق
حين حطوا بأظافرهم على خدود الورد..
ليتهم عادوا بلا أفئدة
كنا فتحنا لهم أسئلة القبور لماذا ننام قبل أواننا
كان سيسعفهم الدمع والاعتذار كنا سنطوي صفحة بصفحة ونرسم معا ما تبقى من القمرْ
لكنهم لا يشعرون
قد شربوا جميعهم من رأس الأفعى
سأرسم لك حربا أهلية
تدار بين توءمين من ذا الذي سيطعم الأرض لون صاحبه
سأرسم لك وجه امرأة تحلب الغيم بأصابع فكرتها
لتملأ فراغاتِ ما قبل الصفر، حين سألتها عن صلاتها المؤجلة قالت :
يابني أرني إماما نحيفا كأنت
سأركب البحر بلوحي ومسبحتي
سأحمل ناقتي على ظهري وأحج

سأنفض عنك السهو كي تتذكر
أنك كتبت في كل شيء
عن الحناجر التي تتلو قصائدها وتشد بكل ذاك الصبر أوردة السعال
عن فكرة قيصرية كنت تحتاجها لتعيد الأحمر المتعالي إلى شقائق النعمان
وتنام بهدوء
كأنك لم تخلق بعد
فأنت محتاج بعد كل هذا الركض لراحة أبدية
خذ لك مكانا قصيٌا
واضرب لك الرماد بفكرة
سترى كم هي البلاد جميلة حين ترتدي لون الماجنتي..
نعم أحتاج ماء البرك الباردة لأجفل الصدأ عن جمجمتي وأبقى هادئاً أراقب قصيدة تطهو أحزان شاعرها....
سأنفض عني الشك
وأُلبس عينيّ قمرين
سأضيئ مكان الجرح لكتاباتي الجديدة

ألم....
ألم أقل أن البحر ماكر ؟!
فبأي حق تدخلون قبور الملح
ولكم على الشاطئ غزلان ؟!
لماذا لا تنتزعون الحياة من فم الذئب لتبتسم لكم الحياة ؟!
ألم ....
ألم أقل : إن الحرب أكذوبة النجاةِ من ضيق التنفس ؟!
فلماذا لا تستنشقون صوت الكمنجات عند هطول القمر ؟!

يا شِعري يا كائني المتراكم يا أنا/مرشدي
ها قد اكتملت أصابعي
ها قد جئت بأسمائي الجديدة من الأفق
ها...قد ترجلت عن صهيل القلق
ها...قد كبر ذاك الطفل الذي يسكنني
وها........قد بلّغتْ .

# آل عمار
متابعة / سهام بن حمودة
 

Reactions

تعليقات