القائمة الرئيسية

الصفحات

سر على الدّرب
ظلّ السّواد يخيّم على صفحات حياتك
وظلّت بسمتك وجلة حتّى وأنت في أوج فرحك
واعوجّت قامتك و أنت تسترق النّظر إلى أفقك
عساك تظفر ببعض النّور لحياتك
استبدّ بك القلق والتّيه و أنت تفتّش عن حلمك
وكدت تستسلم لواقع قد أرّقك و أرهقك
والنّسائم باتت رياحا تصفع أشرعتك
تحوّل إلى المجهول وجهتك
فتضطرم فيك نيران الغيظ وغضبك
لأنّك تسافر على هدي رياح غلبتك
تصارع حينا وتستسلم أخرى لحاضرك.
و تعيد النّطر بعد طول رحيلك
لكنّك مسلوب الإرادة وأعزل
فتغامر وتكابد لترمّم جراحك
ترنو إلى أفق قد يتجلّى فيه حلمك
و تستر عيوبا ما اقترفتها منك يد ولا ساقك
حتّى الصّخور و الرّمال أشفقت لحالك
و مع ذلك تسافر و تنتظر مرساتك
بذلت ما في الوسع من جهدك
و رغم الهزيمة كنت تلملم خيبتك
و تنهض بإرادة متجدّدة
و تأمل مع الوقت أن يأتي نصرك
تأقلمت ألوانك مع السّواد و الظّلمة
ووجهك الغاضب أخفى وسامتك
وقلبك النّابض حمرة بات ينبض بقتامتك
لكنّك تشبّثت بالنّور و طول نفسك
واستمررت تزرع رغما عن القتامة ألوان قزحك
وتبعث على الفرح أفراد سفينتك
تحملهم على راحة يدك
فيتطلّعون إلى النّور و إلى ضفاف حلمك
يتماسكون و يستبسلون فتبتهج بهم سفينتك
ويسري فيهم حزم من وحي حلمك
فتراهم بعد الخنوع يستيقظون و يعتزمون معك
ويبعثون من هزائمهم قوّة نصرك
لتسير السّفينة نحو الحلم سلاحك
فتستسلم الرّياح لتصير تحت امرتك
ثمّ تتبدّد القتامة من سمائك
فترتعد أوصال الخوف لدى عدوّك
فيستسلم طوعا لغضبك
طالبا الرّحمة و حلمك
وطامعا في العفو من سعة صدرك
ثمّ تتبدّد القتامة فيسطع في الأفق نورك
ليبدأ الفجر مع رجاوات تحقّق حلمك
و السّفينة التي آوتك
تصبح أرضا تحمل رايتك
راية الفخر وهويّتك
قاومت واصررت على بلوغ غايتك
فنلت المراد و أفلح سعيك
فتهيأ أخي ها هي فرحتك
هيّا إلى الحلم الّذي راودك
هيّا لا تتأخّر عن موعدك
فعروسك البلد تنتظرك..
رشدي الخميري/ جندوبة / تونس
 

Reactions

تعليقات