القائمة الرئيسية

الصفحات


على ضفاف البحر الأبيض المتوسط ترقد مدينة كركوان الحالمة ، تتوسد خد شاطئه الصخري يداعب وجنتيها برذاذ مياهه المتطايرة المحملة بحبيبات ملح وذرات رمال...مدينة بونية تعود للقرن السادس ما قبل الميلاد...تكاد تكون هي الوحيدة في العالم التي حافظت على طابعها المعماري وصمدت أمام كل أشكال الدمار الطبيعي والبشري...تغفو بعيون مطمئنة واثقة بأن البحر لن يغدر بها لأنها باتت جزءا منه...وليس بعيدا عنها ببضعة أميال تقبع تلك الدرة المعلقة ما بين الأرض والسماء ، المدينة الساحرة، المدينة القرطاجنية اكيلاريا او ما اصطلح على تسميته حديثا بالهوارية بعنقها المشرئب إلى الضفة الأخرى من المتوسط لاعنة تلك الجزيرة الايطالية ،صقلية، التي حالت دونها ودون مبتغاها حيث تمد ذراعها طالبة صخب الغرب وضجيجه لأنها ملت سكون المغاور المقفرة والكهوف الخاوية إلا من بعض الطيور المهاجرة الباحثة عن الدفء ...وسط هذا السحر والجمال الذي اقتطعته هذه المنطقة من الطبيعة واتخذته وشاحا يزينها ويحفلها لتصبح عروسا تحلو في عين كل زائر كي يظل فاغر الفاه ويردد :"سبحان الخالق المبدع"...على هذه الربوع لك أن تنعم بالسباحة في بحرها وتتمتع بنظافة شواطئها أو أن تعتلي هضابها الصخرية لتطل على كل ما يحيط بها من جمال وفي هذه الأماكن الرائعة لا غرابة بأن تلتقي برسام أو شاعر أو فنان فالمكان قد ألهم الكثيرين من أهلها على الإبداع فنبتوا بين مفاصل الجمال وتألقوا. ..ألف شكر لأهالي حمام الغزاز الطيبين على منحي هذه الفرص الممتعة...
نجوى يعقوبي (حمام الغزاز 20 أوت2020)
متابعة / سهام بن حمودة
 









Reactions

تعليقات