القائمة الرئيسية

الصفحات

كورونا يا كورونا ، و ماذا بع - منى فتحي حامد


كورونا يا كورونا ، و ماذا بعد ..!!
مقال د. منى فتحي حامد

ألن نكتفي من إعصار كورونا ، ألن ننتهي من أحلام باتت ببوتقة الألام بنبضات مشاعرنا ، و قد ظمأ الحنين كي نرتشف الأشواق من أكاليل الزهور من تغريدات النقاء بضمائرنا ...
و ماذا بعد ...
و بماذا الإيجاب بالإيضاح و بالصدق ...

كورونا المال _ كورونا الجهل _ كورونا الجسد
هل تلك المفاهيم متوارثة من ذاك الوباء و من ذاك المرض ..

كورونا و تأثيرها على الإحتياط إلى العمل ، و الحصول على مصادر المعيشة و مفاتيح الرزق ، قد تبللت جوارحي من سقم الضلوع و الصيام عن الطعام في أغلب الوقت ..

فأين أعمل و قد أغلقت في وجهي همسات الدفء و الهناء و الرغد ، و أبنائي جياع من داخل الديار ، بسبب الخوف من الوباء و وجود الحظر ، و إن ذهبت للبحث عن المال ، عدت إليهم جسدا مفارقا للحياة في كفن ...

كورونا يا ماقتة الروح و العقل ، يا صخور قاسية على أجيال الشريان و النبض ، تعليم بالمنازل في أمان بلا عدوى ..

لكن أين الأبناء بتلك الشرنقة ، من حول أجسادهم و عقولهم ، هل لديهم الوعي الكافي بالتعليم الذاتي و الثقافة عن بعد ، هل تغمرهم سمة الانطواء من عدم الاختلاط كتلاميذ بين بعضهم البعض ...

الابن الغالي بالمسكن مقيدا ، لا فرحة بالأعياد أو بالألعاب أو بالنزهات الصيفية للحدائق و النوادي و المصيف إلى البحر ...

كورونا الأخلاق ، و التفاني بالوفاء و بالأخلاص ، يقظة قلوب من بريق الماس ، و غرق دروب من صدأ النحاس ، فأين جسدي من ذاك الشعاع ، هل من داخل ضلوعي ، ازداد وهج المشاعر و الاشتياق ، ازدادت همسات العشق بالليالي بين شهريار و شهرزاد ...

أيهما تغلغل مع الكورونا ، سمة الحلال أم سمة الحرام ، تحت شعار الوقت غير متاح ، و كلنا ما زلنا في انتظار ، فكيف نداوي أنفسنا ، و الوباء يطوق حركة خطاوينا ...

فهل المباديء راسخة ، لن تستطيع أن يحركها غزو الإشتياق بالاغتصاب ..

فأي الضمائر بين أعيننا ، الوضوح بالمحبة و بالغرام تحت ضياء السماء ، أم التخفي و الإنحلال ، وقت سكون الليل و غفوة الأنام ..

بالنهاية أشير إلى محاربة كورونا الفيروس ، و معها محاربة كل ما نتج عنها من كورونا الجهل وعدم الوعي و الاهتمام جيدا بيقظة الأخلاق ..


 

Reactions

تعليقات