تطويحة عابرة - عبد القادر بن عثمان

قد ينفخ الرماد في بعضه البعض ويعزم على ان يكون عصرا كاملا فيجعل لنفسه أعينا وألسنة وشركات عابرة للقارات ويجعل لنفسه أجساما ضخمة ترعب الصغار ..لكني أنا اصبحت اشعر أني شيخ طاعن في السن ..سقطت كل أسنانه على مراحل ثم أصبحت تسقط في اليوم الواحد آلاف المرات واعيد إنباتها من جديد أقوى من انياب الاسود ..أرى ماوراء المظاهر والاشكال ولو اجتمع رماد الدنيا كلّه لينفخ في بعضه البعض ويجعل له علماء وخطباء ..ويجعل له شعوبا وقبائل تتحدث باسمه لايستطيع أبدا أن يسترعى انتباهي او يوهمني بانه اكثر من رماد ..قد يصبح الرماد مكتبات ضخمة ..أو إتحادا للكتاب أو اتحادا للنقاد أو إتحادا للاحزاب والسياسيين ..جمعيات للحقوقيين ..للاطباء أوالاعلاميين ..عصابات للجرذان...مذاهب وطوائف وحركات .. قد يصبح الرماد جرائد وقنوات تلفزية و صفحات فايسبوكية تشتغل أفواهها المعتوهة الجائعة بالف لسان ليلا نهارا ..وقد يصبح موتا جارفا يحصد الاخضر واليابس ..لكنه بالنسبة لي -هكذا وبشكل انا نفسي استغرب منه- لن يتجاوز جوهره الرمادي المعدوم .. وسيبقى كما أفتح عيني عليه يوميا رمادا ..اعرفه ويعرفني ..جيّدا ..جيّدا .. ولست في حاجة كي اكشف حقيقته وافضحه للناس ..ولآ اعتقد أن جبنه وغباءه قد توهمه لحظة واحدة ان يفكر في أن يخوض معي معركة حقيقية أخرى بعد أن التهمت ناره كلها وجعلته رمادا ...ليس هذا بطولة ...وليس هذا تطاوسا ...وليس هذا قدرة خارقة ..ولكن لاني فقط مازلت لم انهض من الفراش هذا الصباح هههههههه أو أنني لم أعرف النوم أبدا كامل الدهر هههههه...