القائمة الرئيسية

الصفحات


حزينة تماما كما جسدي

مازلت يا خيامنا الباكية أنتحب العودة
والصّبر يلفّ أحزاني المتراكمة
الصّبر يبثّ الأمل
مازلت صامدة أمام الشّمس الحارقة
عانقت حطام ذاتي مرّات ومرّات
وواد أمانيّ لا ينتهي
رمادي يلملمني ...متنفّس يعيد لياليّ الدّافئة
كم أشتهي اعادة خطواتي ...
وكم أشتهي قلب موازينك قصيدتي
هنا خيامنا الشّامخة...
والزغاريد تبتكر حلما جديدا
هناترك أهلي حياتهم ومضو
تركو الدّيار ...صحراء شاسعة بلا موانع
لماذا اليوم ترحلون ؟ تتركون سكونكم لمن ؟
غيابكم بين كفّي الصّراع
متاعكم يثقل كاهلي ...والرّيح تجرفني
وأنا مضرّجة بالجراح...
هذا الفراغ يشقيني ...أعود من دون متاع
وحزينة تماما كما جسدي ....
وأحلم بدقّ الخيام خلسة ...وزرع الحلم بالعشب
أسارع في نصب مفاتنها
لأعيد اليها أناسها الرّاحلين
تتسلّل خيوط الشّمس الى نافذتي
أحترق ...أتقلّب ...أندسّ داخل أغطيتي
تتملّكني رهبة النّهوض ...
سأبقى لأكمل بناءك خيامي
صندوق بريدي ...أعمدة يحرصها حمام غريب
هاتفي ...صفير الرّياح حين تثور
تتداخل الأصوات الاتية من بعيد
وسهم يصيب أحزان التمنّي
ينادي المكان عنكم ...
ويبحث فيّ ما ضاع منكم
فتاه السّبيل...
وحدي ...والنار تلفحني لا دليل
سوى أقدام الجراح ...وطيف الرّاحلين
وحزينة تماما ...كما جسدي

سمراء الجنوب
نجوى النوّي
تونس
 

Reactions

تعليقات